تعد دراسة التركيب الديموغرافي للسكان جزءاً حيوياً لفهم طبيعة المجتمع والتحديات الاقتصادية والاجتماعية التي قد تواجهها البلاد. وفقًا لأحدث البيانات المتاحة، يقدر تعداد سكان المملكة المتحدة بحوالي 68 مليون نسمة اعتبارًا من نهاية عام ٢٠٢٣. إن هذا الرقم يعكس النمو المستمر لسكان البلد منذ عقود طويلة، وهو ما يمكن تتبعه عبر عدة عوامل مختلفة تؤثر بشكل مباشر في معدلات الخصوبة والموت والحركة الداخلية والخارجية للجوء والسفر.
من الناحية الجغرافية، يتم توزيع هذه الأعداد بين إنجلترا واسكتلندا وويلز وأيرلندا الشمالية. يشكل الإنجليز الصفة الأكثر شيوعاً بسكان يصل عددهم إلى حوالي 55 مليونا تقريباً، يليهم الاسكتلنديون بنحو ثمانية ملايين نسمة ثم الويلزيون الذين يبلغ تعدادهم نحو ثلاثة ملايين شخص أخيراً الأيرلندي الشماليون بمجموع يقارب اثنين ونصف المليون ساكن. ومع ذلك، فإن نسبة كبيرة جداً ممن يسكنون انجلترا هم مهاجرين أو أحفاد للمهاجرين وقد أتوا إليها بدافع العمل أو الدراسة أو البحث عن حياة جديدة خارج قارات أخرى مثل أوروبا وآسيا وغيرها الكثير حول العالم.
بالإضافة لذلك، هناك اتجاه واضح نحو تقدم عمر السكان مقارنة بالأوقات السابقة مما ينبئ بتأثيرات اقتصادية واجتماعية خاصة فيما يتعلق برعاية كبار السن والقدرات المالية للحكومة لتوفير الخدمات اللازمة لهم خلال مرحلة التقاعد. أيضاً، تشهد مناطق معينة داخل كل منطقة إقليمية تغيرات سكانية ملحوظة بسبب الاختلافات الفردية لكل بلد وعاصمة - لندن كمثال نموذجي-. فعلى سبيل المثال، تضاعفت كثافة سكان العاصمة الصغيرة برستول ثلاث مرات تقريبًا بالمقارنة مع بداية القرن العشرين حتى الوقت الحالي بينما شهدت بعض المدن الريفية انخفاضا في numbers السكان فيها نتيجة خروج الشباب بحثًا عن فرص عمل أكثر جاذبية وملائمة لعوامل المعيشة الخاصة بهم.
وفي الأخير، يستحق النظر بأن ديناميكية التحولات السكانية تعكس دائمًا حالة الصحة العامة وظروف الحياة العامة والأوضاع السياسية والاقتصادية والثقافية للدولة المتغيرة باستمرار وبالتالي فهي مؤشر حيوي للتحولات التاريخية والعصر الحديث سواء كانت ايجابيه أم سلبية التأثير عليها وعلى مجريات الأمور الحالية والمقبلة ارتباطاً وثيقاً بالتطور مستقبلاً.
