تُعتبر محافظة الليث، الواقعة جنوب غرب المملكة العربية السعودية، إحدى أهم محافظات منطقة مكة المكرمة. تتمركز المحافظة ضمن إقليم تهامة المطلة على الساحل الغربي للبلاد، وتمثل واحدة من أكبر المحافظات بمكة المكرمة من حيث المساحة، إذ تمتد لتشغل نحو 25,000 كيلومتر مربع. وتشتهر المحافظة بتعداد سكّانها الذي بلغ حوالي 72,000 نسمة يعيش معظمهم في المناطق الحضرية والقرى الساحلية. كما أنها تتمتع بتاريخ عريق فقد كانت ذات يوم محطة للحجاج القادمين عبر البحر واستخدمت أيضاً كميناء مهم للتجارة الدولية.
وتعود تسمية "الليث" لهذه المنطقة إلى موقعها الاستراتيجي عند مصب الوادي المعروف بنفس الاسم. وقد ورد ذكر هذا الموقع التاريخي في رواية دخول الحبشة لأرض الحجاز عندما حاول أبرهة الأشرم بناء كنيسة هناك بدلا من الكعبة المشرفة. ومن الناحية الإدارية، فإن جغرافيا مكان المحافظة توضح حدودها بشكل واضح؛ فهي محصورة شمالاً بين كلٍّ من مكة المكرمة وجدة، ومن جهة الشرق تتلاقى مع مناطق مثل أضم وطائف والمخواة، أما شرقها فتحدها المياه الزرقاء لبحر الأحساء، بينما تحديها ناحيتها الجنوبية محافظة القنفذة.
اقتصاديًا تعتبر الزراعة الرعي المصدران الرئيسيان لدخل السكان الذين يعملون كذلك بصورة أقل بكثير بالحرف المرتبطة بصيد الأسماك نظرًا لقربهم من البحر الأحمر. وفي مجال الزروع، تعد زراعة الحبحب من أكثر المنتوجات شهرة إذ يتم زرع بذوره فور سقوط الأمطار الغزيرة مما يشكل ظاهرة فريدة تستحق التنويه إليها.
ومن الجانب العمراني شهدت مباني ومعمار المحافظة تطورات كبيرة حيث انتقل بناؤها التدريجي إلى مرحلة متقدمة تؤكد تفرد طابع مبانيها وحداثة تصميماتها الحديثة. وللحفاظ على هويتها الثقافية والتاريخية ما تزال مجموعة متنوعة من القرى التقليدية قائمة حتى اليوم داخل نفوذ المحافظة بعض منها معروف جيدًا كالوسقة وغميقة وغيرهما ممن ذكرت سابقًا.
وبالنظر لموقع المحافظة المداري فإن درجات حرارتها ترتفع بكثرة خصوصا نهارا بسبب افتقاد المناخ للغابات والأشجار لكن تبقى نسب الرطوبة عالية أثناء النهار نظراً لقربه من شواطيء بحر أحسائس وهو أمر يُستحث عنه أيضا خلال موسم الشتاء المعتدل نسبيًا والذي يساهم تساقط الأمطار الخفيفة فيه برعاية البيئة الطبيعية وخضرتها مؤقتًا فقط!
