النابغة الذبياني، واسمه الحقيقي زياد بن معاوية من غيظ بن مرة، يعتبر واحداً من أشهر الشعراء الجاهليين الذين عرفوا بالبلاغة والقدرة الفنية. ولد حوالي العام 535 ميلادي ونال لقب "النابغة" بسبب بلاغته غير المسبوقة. رغم أنه اشتهر بمديحه لملوك الغساسنة، خاصةً الملك النعمان بن المنذر، إلا أن شعر الاعتذار لديه يتميز بشكل خاص.
كان لشعر الاعتذار مكان بارز في أعمال النابغة الذبياني، خاصةً تلك الموجّهة إلى النعمان بن المنذر. هذه الأشعار تعكس الخوف الشديد الذي شعر به تجاه حكم النعمان. واحدة من أهم أعماله، "قلائد العقيان"، هي مثال واضح على قدرته على تقديم الاعتذار بطريقة فنية عالية.
فيما يتعلق بالصورة الشعرية، فإن استخدام النابغة للأساليب القصصية والاستطراديّة يعكس تأثير كبير على شكل شعر الفترة الجاهلية. كما أنه يستخدم الحيوانات البرية مثل الوحوش لإضافة العمق والتعبير عن الأفكار والمعاني المختلفة.
بفضل موهبته الأدبية والفنية، أصبح النابغة مرجعاً للشعراء الآخرين في الحكم على جودة وأصلية الشعر. ومع ذلك، بعد فترة طويلة من الخدمة تحت حماية النعمان، اضطر النابغة للهرب منه نتيجة بعض الظروف السياسية. قضى آخر أيام حياته خارج المملكة العربية تحت رعاية عمرو بن الحارث. توفي النابغة حوالي العام 604 ميلادي تاركاً إرثاً أدبياً ثرياً خلفه خلفه حتى يومنا هذا.