حكم صلاة عيد الفطر وعيد الأضحى محل خلاف بين الفقهاء. هناك رأيان رئيسيان:
1. **الرأي الأول**: تعتبرها بعض المذاهب (مالك والشافعي) سنة مؤكدة، أي مستحب يؤديها المسلم بإخلاص لكن ليس لها عقوبة ترك واضحة.
2. **الرأي الثاني**: ويشدد البعض الآخر، مثل مذهب الإمام أحمد بن حنبل، على كونها فريضة على الكفاية. وهذا يعني أنه إذا قام بها عدد كافٍ من الناس ضمن المجتمع الإسلامي، تسقط الفرضية عن باقي المسلمين؛ أما إن لم ينجزها أحد، تصبح حينئذً فريضة فردية واجبة على الجميع.
استند الداعمون لهذا الرأي الثاني لإثبات فرضيتهم عدة استدلالات:
القرآن الكريم: يُذكر الآية فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ، حيث يفسر الكثيرون هذا الأمر بأنه يشمل صلاة العيد.
حديث شريف رواه أبو هريرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نخروج بهما العواتق والحُيَّض. يستنتج منه أهمية حضور النساء حتى الذين يعانون من الحيض أو بحاجة لباس خاصة لهذه الشعائر الدينية. ويعتبر معظم العلماء ذلك دليلاً واضحاً لما هو أكثر من مجرد التشجيع.
جمعاً للأدلة المتاحة والتأكيدات المختلفة، يبدو أن غالبية التعبيرات الحديثة تشير بقوة نحو اعتبار صلاة العيدين في واقع الأمر فريضة أساسية للمسلمين الذكور وغير المصابين بعائق طبي صحيح. ومع ذلك، تبقى النظرة النهائية متروكة لتقدير مجتهد لكل مسلم وفق فهمه الشخصي وشرحاته الخاصة للشريعة الإسلامية.