في مسألة ترتيب الصلوات المقضية، يرى جمهور الفقهاء -الحنفية والمالكية والحنابلة- أنه يجب ترتيب تلك الصلوات وفق تسلسلها الأصلي. أي أن الشخص الذي فاتته صلوات متعددة، مثل الظهر والعصر، يقوم أولاً بصلاة الظهر ثم العصر. وهذا الترتيب مطلوب حتى ولو كانت عدد الأوقات الكبيرة التي تم تفويتها.
لكن بعض المدارس تضع استثناءً لهذا القاعدة. لا يُلزَم بالترتيب عندما تتعدد الفوائت أكثر من صلاتين خلال يوم وليلة لدى الحنفية والمالكية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن إسقاط شرط الترتيب في حالات محددة:
1. **النسيان**: إن بدأ الشخص الصلاة بدون معرفة ضرورة الترتيب أو نتيجة لنسيانه، فإن صلاته تعتبر صحية.
2. **الجهل**: نفس الأمر ينطبق على حالة الجهل بشرط الترتيب.
3. **الشك والخوف**: إذا شعر الشخص بأنه قد يفوت الوقت المناسب لبدء الصلاة التالية أثناء أدائه للقضاء، فعليه أن يؤدي الصلاة الحالية أولاً ثم يكمل قضاؤه لاحقاً. وفي حال اقتراب موعد بدء صلاة جديدة وسط حضور مناسبة جماعية كالمساجد، يجوز له الانضمام للجماعة والصلاة بنية أداء ما عليه دينياً من فرائض غير مؤدى لها سابقا ثم يعقب بذلك تأدية الواحد الجديد. وتجدر الإشارة هنا إلى رأيين مختلفين بين علماء الدين حول حكم دخوله لهذه الطوارئ؛ أحدهما يقول بإمكانيته بينما الآخر يحذر منه لما يحتمله من تكرار شرعي محتمل. لذلك يفضل دوماً التأكد واستشارة العلماء المؤهلين بشأن القرار الأمثل لكل فرد بناء على ظروفه الخاصة.
هذا باختصار ملخص الفتوى المتعلقة بتنظيم الصلوات المفترضة حسب آراء فقهاء المسلمين المختلفة، وهو أمر يستحق النظر والتروي للتأكيد على أهمية التقيد بالأحكام الشرعية في حياة المسلم اليومية.