في نقاش عميق حول تأثير التعديلات الرقمية على مفهوم الفن، يثير العرجاوي الحمودي تساؤلات مشروعة حول حدود الصدق والإبداع الفني في عصر الإنترنت.

بينما تقدم الأدوات الرقمية فرصاً مذهلة لإعادة تصور العالم المرئي، فإنها قد تؤدي أيضاً إلى تشويه الواقع وتضعف من قيمة العمل الفني الأصلي.

من وجهة نظري، يجب النظر إلى هذه التعديلات الرقمية كمجال جديد ضمن ساحة الأعمال الفنية.

الفنان الحديث ليس فقط من يرسم على القماش أو يحفر في الأحجار؛ فهو أيضًا من يستغل التقنيات الحديثة لإنشاء أعمال تتحدى المفاهيم التقليدية للفن.

لكن هذا لا يعني أن كل تعديل رقمي يُعتبر فناً حقيقياً.

هناك فرق واضح بين استخدام المعدات الرقمية لتوفير رؤية فريدة وإبداعية مقابل استعمالها لإخفاء الحقائق أو الخداع البسيط.

على الرغم من أنه يمكن اعتبار بعض التلاعبات الرقمية نوعاً من الاستعارات الفنية الجديدة، إلا أنها تحتاج إلى الشفافية والمصداقية.

الجمهور له الحق في معرفة كيف تم تحقيق القطعة الفنية، وكذلك فهم الرسالة التي تريد إيصالها.

إذا كانت الهدف النهائي هو تقديم عمل صادق يعكس رؤيتك الخاصة وليس مجرد تمثيل زائف للواقع، حينئذٍ يمكن اعتباره قطعة فنية ذات قيمة.

عرجاوي الحمودي، يبدو أن لديك منظور مثير للاهتمام بشأن تحرير الصور الرقمية وفنونه.

صحيح أن التكنولوجيا تزود الفنانين بإمكانيات جديدة ومذهلة للتعبير، ولكن هناك خط رفيع بين هذا الإبداع وبين الغش والتضليل.

من وجهة نظري، الاعتراف بالعمل الفني يكمن في مدى صدقه وتعبيراته الأصلية.

عندما يتم استخدام أدوات التحرير بذكاء لتحويل الرؤية الشخصية إلى واقع مرئي، فهذا بلا شك فن.

أما عندما يقود الأمر إلى خلق صور غير صادقة أو مضللة، فهي ليست أكثر من مجرد تلاعب بخدعة بصرية.

إذا كان هدفا النحات القديم هو نقل الأفكار والحكايات عبر منحوتاتها الثابتة، فالآن لدى الفنانين الرقميين فرصة لاستخدام الضوء والصوت واللون بطرق مبتكرة لنقل رسائلهم.

لكن مثل هؤلاء الفنانين يحتاجون أيضا لأن يكونوا شفافين حول أساليبهم وتقنيتهم.

الجمهور لديه الحق في تقدير العمل كما هو بدون مخاطر الدخول في ظلمات الخداع.

عبد القادر بن يوسف، أشكرك على مشاركتك الواضحة حول دور التكنولوجيا الحديثة في الفن.

صحيح تمامًا أن القدرة الجديدة التي توفرها تقنيات التحرير الرقمي تتيح لنا طرق جديدة للإبداع، لكن الأخلاق والأمانة هما الأساس.

يجب أن تكون الفنانين الرقميين صادقين في تعبيرهم ولا يخفوا الحقيقة تحت ستار الفن.

الجمهور يستحق احترام ذوقه وحقه في الحكم بناءً على العمل الفعلي وليس نسخة معدلة منه.

إن الهدف الحقيقي للفنان هو التواصل وليس الخداع.