هل تعتبر "الشفافية والمساءلة" مجرد حديث يُخاطب به الأحلام، أو هي ضرورة لاستئصال كراسي السلطة التي تعتز بالظلم المؤسسي؟
كنا نضحك على قول "صوتك مهم"، لأننا رأينا أن الديمقراطية والديكتاتورية تعملان في شبكة خفية لإدارة السلطة كما يشاء المحتالون.
الآن، نجهز بأيديولوجيتين متناقضتين: تغيير ثقافي وإصلاحات مؤسسية.
لكن هل يمكن أن يتبع التغيير المؤسسي حقًا مثال الثورة الثقافية، أو سنجد أنفسنا في دائرة مفرغة من المطالبات والوعود المكسورة؟
أليست قصة إحياء "الشفافية" و"المساءلة" مجرد خرافة أخرى، لا تتجاوز الحديث؟
مع كل انتخاب جديد، نأمل في حكومات مختلفة، ولكن يبقى المستوى السياسي ثابتًا، عاملاً من عوامل التشابه بين أنظمة الحكم.
هذه الأنظمة ترسخت في جذور العميلية والفساد المؤسسي، مجروحة بجراح لا يستطيع الحديث عن "الشفافية" أو "المساءلة" البحتة إلا تصاقه.
إذا حاولنا فك هذه الأشغال، فإن التحدي يطرح سؤالًا مرعبًا: كيف نجد طريقًا لمواءمة أهدافنا الثقافية مع بنى تحتية إصلاحية قادرة على التغلب على السلطة المتأصلة؟
نراقب حكامًا يحولون الدستورات والقوانين، مستخفّين تحت ستار آمن من "الشعب" الذي لا يسمع صوته.
في نهاية المطاف، قد نكتشف أن جهود التغيير التي تضر بالسلطة المؤسسية هي مجرد حلاقات شعر للحفاظ على الوضع الراهن.
إذن، دعونا نتحول من كوننا ضحايا في سباق صامت إلى قادة فعّالين يتخطون حدود "الشفافية" و"المساءلة".
هذه المصطلحات ليست مجرد كلمات تُروَّج على القناة التلفزيونية، بل هي أدوات يجب أن نتولى سلاحها.
إن كان الأمر كذلك، فإن السؤال لا يزال يطارده: هل نستعد للقتال ضد المؤسسات التي تضمن استمرارية الظلم، أو سنبقى صامتين، محرومين من حقيقة الحرية الحقيقية؟
إذا كان هناك شيء واحد نعرفه بالتأكيد، فإن التغيير المستدام لا يمكن أبدًا أن يُهدى على طاولة السلطة القائمة.

16 Kommentarer