منع المصافحة بين الرجال والنساء الأجانب: ضرورة تغيير المنكر وحكمه الفقهي

يحرم شرعاً مصافحة المرأة الأجنبية لرجل ليس محرماً لها؛ بناءً على أدلة واضحة وردت في السنة النبوية المطهرة. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "لأن يُطعَن

يحرم شرعاً مصافحة المرأة الأجنبية لرجل ليس محرماً لها؛ بناءً على أدلة واضحة وردت في السنة النبوية المطهرة. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "لأن يُطعَن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له." (رواه الطبراني والحاكم وصححه الألباني). وهذا يعني أن المساس بامرأة غير محرمة يعد خطيئة جسيمة يمكن تفاديها بتجنب مثل تلك المخالفات.

الإنصاف الشرعي يجزم بأن تغيير المنكر واجب على كل قادر عليه، سواء عبر اليد أو اللسان أو القلب. يشدد الحديث القدسي: "ومن رأى منكم منكراً فليغيره بيده"، مما يشير إلى التزام الأمة بهذا الواجب. لذلك، عندما تشهد حالة مخالفة لحكم الله، ثمة مسؤولية فردية وعمومية للتغيير.

قد يتساءل البعض حول كيفية التعامل مع الأشخاص الذين ربما لا يستجيبون للتنبيه. الواقع أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبان بغض النظر عن رد فعل المستهدف بالتغيير. يحتاج المرء فقط إلى توخي الحكمة والثبات عند نقل رسالة الوحي المقدسة.

لكن متى وكيف يجب تقديم التنبيه؟ الخبير الفقيه عبد الرحمن بن حسن آل شيخ يوضح: "كل من شاهد منكرا واستطاع تغييره، وجب عليه القيام بذلك". ومع ذلك، هناك مرونة شفافة تسمح باستخدام الرأي الشخصي حسب السياق. مثلاً، قد تكون السرية أفضل استراتيجية لإصلاح وضع حساس بدلاً من نشر اللوم العام. ولكن بشكل عام، تعليم الناس الخير والاستقامة هم دائما تحت الضوء السلبي للإرشاد العام.

وفي النهاية، إن العمل لتوجيه الآخرين نحو الخير وتحذيرهم من الخطايا مكافأته عظيمة لدى الرب عز وجل. فالرسول محمد ﷺ أكد قائلا: "إن الله وملائكته يصلون على معلم الناس الخير." (رواه الترمذي وابن ماجه وغيرهما).

باختصار، منع مصافحة الرجال للمرأة الأجنبية أمثلة بارزة على المنكرات الدينية التي ينبغي التصدي لها بكل وسيلة ممكنة للحفاظ على النظام الاجتماعي والأخلاقي الذي رسمه الإسلام.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات