التلاعب العاطفي عبر وسائل التواصل الاجتماعي: استغلال المشاعر لتحقيق المكاسب الشخصية

في عصر المعلومات الرقمية الذي نعيشه اليوم، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً أساسياً من حياتنا اليومية. ولكن مع هذه المنصة الواسعة للتواصل، تظهر

  • صاحب المنشور: المختار بن الشيخ

    ملخص النقاش:

    في عصر المعلومات الرقمية الذي نعيشه اليوم، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً أساسياً من حياتنا اليومية. ولكن مع هذه المنصة الواسعة للتواصل، تظهر أيضاً تحديات جديدة تتعلق بكيفية استخدامها. أحد أكثر هذه التحديات انتشاراً هو ظاهرة "التلاعب العاطفي"، حيث يتم استغلال المشاعر الإنسانية لإحداث رد فعل قوي أو لتوجيه الرأي العام نحو وجهة معينة لأهداف شخصية أو سياسية.

يعتمد هذا النوع من التلاعب عادة على فهم الديناميكيات النفسية والعاطفية للمستخدمين. يمكن أن يأخذ العديد من الأشكال المختلفة، مثل نشر الأخبار الكاذبة التي تستهدف الخوف أو الغضب، أو تشجيع التعليقات السلبية حول شخص أو موضوع محدد. كما يتضمن أيضًا نشر المحتوى الذي يثير مشاعر القلق أو اليأس، بهدف جذب الانتباه وتحقيق المزيد من التفاعل وبالتالي زيادة عدد المتابعين أو الزيارات على الموقع الإلكتروني.

كيف يعمل التلاعب العاطفي؟

تبدأ العملية عادة بتحديد الجمهور المستهدف بناءً على التركيبة الديموغرافية والمشاعر الشائعة بينهم. بعد ذلك، يتم تقديم محتوى مصمم خصيصًا لاستثارة تلك المشاعر بطريقة مدروسة. قد يكون هذا المحتوى زائفًا تمامًا، ولكنه غالبًا ما يبدو حقيقيًا ومؤثرًا بما يكفي لإقناع الأشخاص بالتفاعل معه - سواء كان ذلك بالتعليق، المشاركة، أو حتى مشاركة الرابط مع الآخرين.

هذه الحالة ليست مجرد مسألة أخلاقية؛ فهي لها تأثيرات كبيرة على المجتمع والثقة الاجتماعية. عندما يعاني الأفراد من الضغط النفسي نتيجة لهذه الأنواع من الرسائل، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة مستويات التوتر والإحباط. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للأنباء المغلوطة وغير المدعومة بأن تؤدي إلى اتخاذ قرارات غير دقيقة أو خطيرة.

دور الفرد والمجتمع في مواجهة التلاعب العاطفي:

على مستوى الفرد، يجب تعزيز الوعي بأهمية التحقق من مصدر المعلومات قبل تصديق أي خبر. البحث عن معلومات متعددة وتقييم مدى موثوقيتها مهم جدًا. كذلك، الحرص على عدم الانجرار خلف المواضيع المثيرة للخلاف والتسبب في جدالات طاحنة على الإنترنت، لأن ذلك قد يدعم جهود التلاعب العاطفي.

بالنسبة للمجتمع، هناك حاجة ماسة لتنفيذ قوانين وقواعد تنظيمية أكثر صرامة لمواقع التواصل الاجتماعي، فضلاً عن إدراج برامج تعليمية ضمن المناهج الدراسية للأطفال والشباب حول كيفية تحديد المحتوى المؤثر وكيفية الحفاظ على سلامتهم العقلية أثناء التصفح على شبكة الإنترنت.


Kommentarer