في الإسلام، يُعتبر الزواج رابطة مقدسة بين الرجل والمرأة تدوم مدى الحياة. ومع ذلك، هناك مسألة معينة أثارت تساؤلات عند البعض وهي زواج الإخوة والأخوات الشقيقات بناءً على النصوص التاريخية المتعلقة بشريعة آدم عليه السلام.
يعتقد العديد من العلماء المسلمين أن الله عز وجل بدأ بشرعة تزوج فيها آدم أولاده الذكور والإناث الشقيقات بسبب ظروف وقت ولادتهم الأولى. وفقاً لهذه النظرية، كانت حياة البشرية في تلك الفترة المبكرة محصورة ضمن عدد محدود للغاية من الأفراد الذين كانوا أقارب بالدرجة الأولى للأبناء الأصليين لآدم وحواء عليهم السلام.
يستند هذا التصور إلى عدة روايات تاريخية ونصوص قرآنية مثل الآية التي تشير إلى إنشاء الإنسان من نفس واحدة ثم توسيعها لنشر الأنواع المختلفة: "يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء" [النساء:١]. كما تؤكد قصة هبة وقابيل في سورة المائدة اختلاف التعامل الإلهي مع القرابين المقدمة من كل منهم، مما يشير ضمنياً إلى وجود قاعدة اجتماعية واجتماعية مختلفة آنذائذ.
على الرغم من عدم ذكر هذه الجزئية تحديداً في القرآن الكريم بشكل صريح، فقد اعتبره الكثير ممن درسوا التفسيرات والتاريخ الإسلامي جزءاً أساسياً من فهم ديننا منذ بدايته. ومن الأمور المهم معرفتها هنا هو اعتبار هؤلاء المفسرين الأكفاء أن تحريم اتحاد الأخ بالأخت لاحقا -كما نعرفه اليوم- يعود لتطور المجتمع البشري. حيث أصبح بإمكان الواحد منّا الاختيار بحرية أكبر في شريك حياته عندما توسعت دائرة العلاقات الإنسانية.
وفي النهاية، يجب التأكيد على أهمية الرجوع للمصادر الأصلية والفقه الشرعي عند طرح مثل هذه المواضيع الدينية الحساسة. وفي حين يبدو واضحاً ارتباط الموضوع بمراحل مبكرة جداً لتكوين مجتمعنا البشري الحالي عبر التاريخ، فإن فهم تفاصيل العقائد والقوانين داخل الدين الإسلامي يحتاج دائماً لرؤية متعمقة ودراسات مستفيضة.