?
[أستاذي في الجامعة كافأني بريال واحد]
درست المرحلة الجامعية في كلية اللغة العربية في فرع جامعة الإمام بأبها، وكانت دفعتي من أقوى الدفعات في تاريخ الكلية إن لم تكن أقواها على الإطلاق، إذ لا تكاد تجد فيها طالبًا ضعيفًا، وقد كان بعض الأساتذة يصرح بذلك.
?
ارتكب أحد الأساتذة (برتبة أستاذ دكتور) خطأ جوهريًّا حين تسبب في توتير العلاقة بينه وبين طلاب الدفعة، حتى أصبح الطلاب يعاندونه بإحداث الضوضاء، وأصبح يحتاج ٥ دقائق في بداية كل محاضرة لتهدأ القاعة، لأن عدد الطلاب كثير، فإذا بدأ الشرح بدأت المشاغبات المندسة فينفعل انفعالا ظاهرا
?
في ذلك الفصل الجامعي كنت ألعب كرة القدم في أحد ملاعب ثلاثة مجاورة للنادي الأدبي بأبها، ونظرا لكثرة اللاعبين فقد اتفقنا على أن من يتأخر عن التوزيع يحرم من اللعب ذلك اليوم.
تأخرت يوما عن التوزيع فاتجهت إلى النادي الأدبي، ودخلت المكتبة لأقضي الوقت، ووقعت عيني على مجلة علمية.
?
فتحت المجلة وقرأت الفهرس فوجدت بحثًا عن "الحمل على التوهم في النحو العربي" فشدني العنوان كثيرا، لأني لم أسمع به من قبل، فقرأت البحث كاملا، وقد كان قصيرا، وخرجت من النادي، وقضيت ليلتي وأنا أتأمل ما أتذكر مما قرأت.
وفي اليوم التالي دخل الأستاذ القاعة في الضوضاء المعهودة …
?
بدأ الأستاذ في الصراخ على الطلاب، واتهمهم بأنهم "شايفين حالهم" وأنهم "مفكرين أنفسهم عباقرة" …
ثم أقسم بالله أنه لو سأل سؤالا واحدا لما استطاع أن يجيب عليه أي طالب…
وكان من الطبعي أن يسمع من آخر القاعة من يقول: (اسأل اسأل …)
فسأل الأستاذ …