إنني اغرق في دوامة الحزن اللا ارادي وقد كبلتني غيبوبة الصدمة واستولت المنامات على قلبي واما الايام فهي تمر كالماء من بين اصابعي دون ان اقدر على القبض على اي ساعة منها ، كل شي هنا يبدو عدما باهتا وكأنني استيقظت للتو من كذبة طويلة !
هذا جوابي على من يسألني : كيف حالك وطمني عليك
لقد اصبحت اشك انني فقدت قدرتي الاصلية على مقاومة العيش وكيف اتعامل مع الاقدار التي ما جاءت على هواي ، اصبح حزن من حولي علي يزيد حزني ، ومحاولاتهم غير المألوفة لفك أسري من الحزن الغاشم تزيد غرقي في ظلمائه التي تلتهم منسأة أملي وتنهش ما تبقى من جدار فألي المتهاوي
لقد مر اسبوع على الفجيعة ولكنها لم تكبر في صدري ولم تتجاوزني ، لا زلت حبيس تلك اللحظة نفسها وهي تكلمني : يا محمد مني قادرة اتنفس ، صوت متحشرج ما خطر ببالي انها روحها التي تغادرها ، حملتها بيدي وركضت فيها اسابق الموت ، كنت على يقين انني اسرع منه وانه لن يأخذ امي هكذا من بين يدي
اني وان كنت اكره الموت من قبل مرة فأنا اليوم اكرهك ألف مرة ، ما الذي كان يضيرك لو جئتها بهدوء ، لو اخذتها بسلام ، لو جئت نسمة هادئة ذات سجود ، لماذا كنت فجأة وفظا وغير مبال ؟ رد علي اجبني
بعد غسلها صباحا بقيت معها وحدنا كعادتنا من قبل ، فأنا وحيدها في الدنيا في المسرات غالبا وفي المشافي ورحلات التداوي دائما ، كنت في غرفة (السلام) كما يسمونها في المسجد ، ذهني كثير الشرود ، مر علي خاطر يؤكد علي ان السلام يعني الامان والنجاة لا التحية وان امي اليوم في سلام