الخوارج هم مجموعة انشقاقت عن المجتمع الإسلامي في القرن الهجري الأول بسبب خروجها على السلطة السياسية وبسبب تأويلاتها المتشددة للاعتقادات الإسلامية. وفقاً للمصادر التاريخية والفقهية، لم يكن الخوارج مكفرين بشكل عام حسب أغلبية الفقهاء والمحدثين مثل الإمام الشافعي ومذهبه والجماعة الأعظم من المعتقديين والمعتزليين وغيرهم.
على الرغم من عدم تكفيرهم، يشير العديد من علماء الدين إلى أن بعض أفكار ودعوات الخوارج يمكن وصفها بأنها "بدعية". تلك الأفكار تشمل اعتقادهم الثابت بالإيمان وعدم زيادته أو نقصانه، وموقفهم الذي يقضي بتكفير المسلم لأداء واجباته الدينية أو فعل خطايا محددة. بالإضافة إلى ذلك، يتم انتقادهم بشدة لاستخدامهم العنف ضد الآخرين الذين يعتبرونهم خارج دائرة العقيدة الصحيحة.
على سبيل المثال، ينقل لنا المؤرخون كيف أمر النبي محمد صلى الله عليه وسلم بمقاتلة هذه الفرقة العنيفة التي سميت باسم "كلاب النار". كما قام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وقادة آخرون بالقتال ضد الخوارج دفاعاً عن حقوق المسلمين وضد أعمال الفوضى والبغي منهم. ومع ذلك، يجب التأكيد هنا أنه رغم القتال، لم تكن هناك مواقف عامة لتكفير كامل لهذه المجموعة، حيث اعتبرت أقوال وعمل الخوارج نوعا من الضلال وليس حالة كفر مطلق.
وفي نهاية المطاف، تعكس هذه التفسيرات حرص الإسلام على تحقيق توازن بين تطبيق العدالة والقانون وحماية السلام الاجتماعي داخل مجتمعه الكبير.