" بايدن يهاجم بيبي, وإسرائيل تفقد حلفاءها"

كان الأمس يوما كاشفا لتغير كبير في المواقف الدولية تجاه إسرائيل:

1- أصدرت الأمم المتحدة قرارا يطالب بالوقف الإنساني لإطلاق النار والإفراج الفوري عن جميع الرهائن وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة.

بغض النظر عن كون هذه القرار غير ملزم لإسرائيل, ولكن الأهمية فيما وراء هذا القرار:

* صدر القرار بأغلبية ساحقة: 153 دولة مقابل اعترض 10 دول, وامتناع 23 دولة عن التصويت.

* إذا قارنت هذا القرار بسابقه الصادر في 27 أكتوبر, والذي طالب أيضا بفرض هدنة إنسانية:

القرار السابق صدر بأغلبية 126 دولة واعتراض 14 وامتناع 45 دولة عن التصويت,

وهذا يعكس مدى التغير الكبير في الموقف الدولي تجاه إسرائيل في هذه الحرب.

* بعض الدول الحليفة لأمريكا وإسرائيل غيرت مواقفها تماما, ووافقت بالأمس عى قرار وقف إطلاق النار, ومنها فرنسا وكندا وكوريا الجنوبية ونيوزيلندا واستراليا!

* إذا علمت أن قرار الأمم المتحدة ضد روسيا في حرب أوكرانيا كان بأغلبية 140 دولة فقط يمكن أن تلحظ الفارق, وأهميته.

2- بايدن ينزع عنه طوق التبعية لإسرائيل, ويهاجهم نتنياهو وحكومته بعنف هو الأشد منذ بداية الحرب, بل ومنذ تولي هذه الحكومة, تخيل ماذا قال بايدن:

* "الحكومة الإسرائيلية بدأت تفقد دعم المجتمع الدولي بسبب القصف العشوائي على قطاع غزة"!

* "نتنياهو لن يمكنه وقف فكرة حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقبلية"!

* "نتنياهو أمام قرار صعب يجب عليه اتخاذه"

* "هذه هي الحكومة الأكثر تشددا في تاريخ إسرائيل"!

* "على نتنياهو أن يغير هذه الحكومة التي يصعب معها أي تحرك إلى الأمام"!

3- لماذا انقلب بايدن هكذا على صديقه "بيبي" كما يناديه؟!

* الحرب في غزة تسير من سيئ إلى أسوأ والخسائر الإسرائيلية تتضاعف, ولا أمل في كسر حماس والقضاء عليها.

* حماقة حكومة نتنياهو في تعمد قصف المدنيين بشكل مجرم, والتدني إلى تعرية المدنيين وتصويرهم بشكل همجي أمام أعين العالم كله, وضغوط الرأي العام الأمريكي والعالم.

* انهيار شعبية بايدن وحزبه بسبب تبعيته الساذجة لحكومة إسرائيل, مما قد يؤدي إلى دهس الحمار الديمقراطي تحت أقدام الفيل الجمهوري في الإنتخابات القادمة.

* خسائر أوكرانيا في حربها مع روسيا, والحرب المحتملة بين فنزويلا (عدو أمريكا) وغويانا (حليفة أمريكا), على مقربة من الأراضي الأمريكية, وتاثير ذلك على هيبة أمريكا على أسعار النفط, مما ذفع أمريكا لإجراء مناورات جوية فوق غويانا.

كل ذلك يدفع أمريكا لسرعة إيجاد حلول للخروج من مستنقع غزة بأقل الخسائر, وانقاذ ما يمكن إنقاذه من مشاريع المنطقة.

4- العالم بدأ ينفض يديه عن تأييد إسرائيل, وكل يوم سيزداد الأمر, وتزداد الضغوط, إلى جانب ضغوط الشعب الإسرائيلي, وضغوط الخسائر في الجنود والعتاد, والضغوط الإقتصادية الكبيرة,

وغدا يخونك كل أصدقائك يا بيبي!

ولله الأمر.