- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:
تواجه الكرة الأرضية اليوم أزمة مياه حادة تتمثل في نقص موارد المياه العذبة، والتلوث المتزايد، وعدم المساواة في توزيعها. هذه الأزمة ليست مجرد مشكلة بيئية بل هي قضية اجتماعية واقتصادية متشابكة تؤثر على الإنسانية جمعاء. وفقاً لتقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لعام 2019 حول التنمية البشرية، فإن حوالي مليار شخص يفتقرون إلى الوصول إلى مياه الشرب الصالحة للاستخدام الآدمي، بينما يعاني أكثر من نصف سكان العالم - نحو 4 مليارات نسمة - من نوعٍ ما من نوع "النقص الموسمي" في إمدادات المياه.
آثار الأزمة الحالية وتداعيات المستقبل
إن تقلبات المناخ العالمي التي تشهد ارتفاع درجات الحرارة والجفاف المتكرر والفيضانات المفاجئة لها تأثير مباشر على توفر مياه الشرب النقية والمياه اللازمة للري ومختلف الاستخدامات الأخرى. كما تساهم الزيادة السكانية المطردة والعولمة الاقتصادية في زيادة الطلب على المياه بكافة أشكالها مما يدفع العديد من الدول باتجاه استخدام كميات أكبر وأكثر كفاءة للموارد المتاحة. بالإضافة لذلك، تعدُّ عمليات التصنيع الضخمة وإطلاق المواد الكيمياوية الخطرة عاملاً رئيسياً آخر يؤدي للتلوث المائي ويقلل صلاحيتها للاستهلاك البشري والزراعة والصناعات المختلفة.
استراتيجيات لتحقيق الأمن المائي والاستدامة البيئية:
- التكنولوجيا والحلول الذكية: يمكن للشركات الناشئة والشركاء التقنيين تقديم حلول مبتكرة لإدارة دورة الماء مثل معالجة المياه المعاد تدويرها بطرق آمنة وصديقة للبيئة، وكذلك تطوير أنظمة الري الذكي الذي يعمل على تحسين كفاءة استخدام المياه بنسبة قد تتجاوز الـ 30%.
- تنمية المجتمع المحلي والتوعية العامة: تعد التعليم والإعلام البديلان الأكثر أهمية أمام الجهل بالمعرفة الفنية لكيفية التعامل مع قضايا الماء. إن العمل المشترك بين الحكومات ومنظمات غير ربحية تستهدف نشر ثقافة عيش حياة صديقة للماء ستكون خطوة مهمة نحو بناء مجتمع مستنير قادر على تحديد وضبط احتياجاتهم الخاصة باستعمال هذا العنصر الحيوي للمعيشة.
- تعزيز الدعم الدولي وتعزيز العلاقات الدولية: يتطلب التعامل مع أزمات كبيرة كتلك المرتبطة بتوفر المياه تعاونًا دوليًا واسع النطاق يشمل تبادل التجارب والمعارف العلمية والدعم المالي للحكومات الفقيرة للدول النامية والتي تواجه عقبات كبيرة فيما يتعلق بإمكانيات الحصول عليها بصورة مباشرة أو عبر دعم جهود إعادة تأهيل نظم المياه القائمة لديها حسب القدرات الذاتية لهذه البلدان.