لست مؤهلا لابداء رأي في الاجراءات الواجب فرضها لمواجهة جائحة #كورونا. لكن، كغيري، ينتابني قلق كبير وكثير، ليس من سرعة انتشار الوباء فقط ومخاطره الكارثية المحتملة، بل ايضا من صرخة الاخلاق المتعالية التي تريد الحجر على الجميع تحت عنوان "مسؤولية كل فرد من اجل انقاذ البشرية"،
اننا، بشكل او بآخر، نرضخ للاستبداد الفيروسي ونسلّم للامر الواقع ونطالب "دولة" لا نثق بها ونعرف مسبقا انها تطورت على قاعدة المصالح التي فتكت بنا، اكثر بكثير مما نتوقعه من هذا الفيروس نفسه.
ما رايكم بالخصخصة والشراكة بين القطاعين العام والخاص(مثلا)؟ هؤلاء الذين يؤمنون بان القطاع الخاص هو خلاصهم من دولة فاشلة وفاسدة، هل هم منتبهين اليوم انهم اذا ابتلوا بالفيروس فلن يستقبلهم الا مستشفى حكومي، قطاع عام،
اليس مستغربا (مثلا) ان الذين يؤمنون بعلاجات التقشّف المتطرف وتقليص القطاع العام والتخلّص من المؤسسات العامة والوكالات الحكومية باعتبارها عبء زائد، هم اكثر المتحمسين اليوم لاعلان حال الطوارىء الشاملة؟ يتصوروها بشكلها الامني: اقفال الحدود ومنع التجوّل.
للتذكير:
وفق قانون الدفاع يمكن ان يتضمن اعلان حال الطوارىء: فرض الرقابة على مصادر الطاقة وتنظيم توزيعها، وعلى المواد الاولية والانتاج الصناعي والمواد التموينية وتنظيم استيرادها وخزنها وتصديرها وتوزيعها، وتنظيم النقل والاتصالات، ومصادرة الاشخاص والاموال وفرض الخدمات على الاشخاص.