كان خبيرا في تمزيق ألمي كما كان خبيراً أيضا في إيجاده وحتى خلقه، تربطني به علاقة غريبة لا تجعلني قادرة على التخلص منه ولا تجعله قادراً على تركي وشأني، لدينا عدد لا بأس به من التضحيات لبعضنا، كاد يموت مرة من أجل أن يجعلني بخير وكدت أجن مرة من أجل أن أبعد عنه الخطر، أحبه
أحب عينيه بشكل خاص، ليس لأنها جميلة، وهي كذلك لأني أحبه بالطبع، ولكن لأن بها لمعان غريب، شيء يتوق للمغامرة و الضحك، ليس بها خوف ولا تردد،تقول لي الأشياء التي أود معرفتها حتى وإن تأخر الصوت في حملها، أحب أيضاً حين يرفعها اتجاهي،في تلك اللحظة الصغيرة أود أن يتوقف العالم و أسجن هناك
أحب صوته وأشتاق إليه،يخربش عاطفتي كقط صغير ويتركني هائمة فيه،أقول إذا سمعته في الصباح:أحب هذا الرجل
وأؤكد له ذلك بعدما أصنع القهوة، في الليالي التي تنتهي بالشجارات، أهرول اتجاه الجزء البعيد من المنزل حتى لاأسمعه فصوته اللعين يصالحني في لحظة، وأنا أريد البقاء غاضبة لفترة أطول
في البدء كنت مأخوذة به وأتذكر أني التي بدأت قطع الطريق نحوه،ثم واصل هو جمع العلامات حتى بات يعرف جيداً أنه يريدني، كلما مضت الأيام تقدمنا في الحب وفي التمسك وتأخرنا جدا في الفهم،لا أدري كيف تتشابك الأحداث بتلك الطريقة التي تؤذينا ولكنها تفعل،وبعد كل وعد بالفراق نبدأ القصة من جديد
أعيش اللحظات التي لا أثق فيها بحبه، يزعجني أنه لا يؤكد لي مشاعره ألف مرة، أفقد ذكائي، وسعة حيلتي، و صبري في كل مرة أرغب فيها بذلك، أحب عطفه الذي يظهر جليا في انتباهه وحركاته، وأبغض صمته في اللحظات الحارقة، أقول له بضجر: لماذا لا تتحدث
يميل رأسه ويبتسم، أحب فمه