فيما يتعلق بسؤالك حول دفع زكاة مالك لأخي الفقير لتغطية تكاليف التأمين الطبي لأمك وأختك، هناك عدة نقاط يجب مراعاتها:
أولاً، التأمين التجاري محرم بشكل عام، ولكن هناك استثناءان: التأمين الإجباري، حيث لا إثم على الشخص إذا أجبر على التأمين، والإثم على من أجبره. أما التأمين الصحي، فهو جائز إذا كانت تكلفة العلاج مرتفعة بحيث يقع المكلف في حرج إذا لم يشارك في التأمين.
بالنسبة لدفع الزكاة لأمك، هناك تفصيلان: إذا كنت غنياً وهي بحاجة إلى العلاج ولا تستطيع دفع رسوم التأمين، فإنه يلزمك ولزم جميع أولادها القادرين الإنفاق عليها، بما في ذلك علاجها أو دفع التأمين لها. ومع ذلك، لا يجوز لكم أن تدفعوا لها من زكاتكم لوجوب نفقتها عليكم. أما إذا كنت لا تستطيع دفع التأمين لها وليس في أولادها من يقدر على ذلك أيضاً، مع كونك تملك مالا تجب فيه الزكاة، فيجوز أن تدفعه من الزكاة، وفقاً لبعض أهل العلم.
أما بالنسبة لإعطاء الزكاة لأختك، فذلك أيضاً له تفصيلان: إذا كانت أختك لا تقدر على دفع رسوم التأمين وكنت ترثها لو ماتت لعدم وجود أب أو ابن لها، فإنه تلزمك نفقتها، ومن ذلك علاجها، فتعطيها رسوم التأمين من باب النفقة. ومع ذلك، إذا كنت لا ترثها لو ماتت لوجود أب أو ابن لها، فإنه لا يلزمك نفقتها، ولك أن تعطيها من زكاتك في حال عجزها عن دفع رسوم التأمين.
في النهاية، يجب أن نذكر أن دفع الزكاة لأختك أو أخيك الفقير أولى من دفعها إلى غيرهم، لأن الصدقة على ذي الرحم صدقة وصلة. ومع ذلك، يجب أن نلاحظ أن الزكاة لا تغني عن النفقة الواجبة عليك تجاه والدتك وأختك.