مالذي يحدث في افريقيا ؟!!
?️
مجموعة من العمليات الانقلابية (الثورية ظاهريا) تحدث في القارة السمراء خلال ثلاث سنوات ، وهي في تقديري سيناريو لايختلف كثيرا عن سيناريو الثورات العربية التي اعتقد القوم انذاك انها حركات تحرر الشعوب من الطغيان سرعان ما تبين انها في واقع الامر حركة استعمار جديدة للسيطرة على الثروات التي تختزلها الارض من نفط وغاز ، وثروات اخرى تحتاجها تلك الحضارة التي صنعها اصحابها والتي تمنحهم الحق وفق ادبياتهم الميكافيلية في كل سياساتهم العدوانية التي تستحقر الاخر باعتباره غير منتج وعبء على تلك الحضارة ، وسبق ان ذكرت ان تدشين الولايات المتحدة الامريكية للنظام العالمي الجديد بقطب اوحد يتطلب السيطرة على مصادر الطاقة والثروات وامدادات الطاقة والغذاء حول العالم وهو ماتفعله امريكا بدقة متناهية عبر ثلاث خطوات :
الاولى /اشعال فتيل المعركة (استخباراتياً)
الثاني / ترك المعركة (عسكريا) والابتعاد لاغراء الاخرين نحو الفريسة لاستنزاف الطرفين واكثر (الطامع والمطمع ) .
الثالث / العودة مجددا على انقاض الصراع للفوز بالفريسة .
هذا ماحدث في منطقتنا العربية منذ 2011 وما بدأ منذ 2019 في افريقيا والحبل على الجرار .. حيث انسحبت امريكا من العراق كي تكمل ايران بالوكالة غير المباشرة مابداته امريكا ، ثم سحبت امريكا قواتها من الخليج لاغراء ايران بشن الحرب ضد السعودية التي لطالما سعت اليها امريكا وفي كل مرة تفشل .. وعودا على انقلابات افريقيا ففي نوفمبر 2018 كتب ترامب تغريدة عبر حسابه على تويتر، قال فيها ( إن أوروبا عليها أن تدفع حصة عادلة من أجل حمايتها العسكرية. الاتحاد الأوروبي استغلنا لسنوات طويلة على صعيد التجارة، وبعدها لا يقدمون التزاماتهم العسكرية عبر الناتو ، الأمور يجب أن تتغير سريعا ) ولان ترامب كرئيس للولايات المتحدة الامريكية ينفذ سياسات امريكية صرفه كغيره من الروؤساء فان مايحدث في افريقيا لنزع السيادة الفرنسية من هناك وضرب مصالحها ومصادرها الاقتصادية هو جزء من تلك الوعود (كذريعة) لاسيما في ظل عدم التزام فرنسا عسكريا عبر الناتو خصوصا في ظل الحرب في اوكرانيا حيث سبق ان أوردت وكالة Bloomberg الأمريكية، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يتعاون مع الصين في خطط سرية لجلب روسيا وأوكرانيا إلى طاولة المفاوضات ، وعبر صحيفة The Telegraph البريطانية وصف توبياس إلوود، رئيس لجنة شؤون الدفاع في مجلس العموم البريطاني، هذه الخطط بأنها "خطيرة"، فيما استنكر السير إيان دنكان سميث، الزعيم السابق لحزب المحافظين البريطاني، تحركات الرئيس الفرنسي السرية ووصفه بأنه "ثعبان في العشب ، وحول الصراع الصيني مع تايوان التي تغذيها امريكا صرح ماكرون بشانها قائلا ( يتعين على أوروبا تقليل اعتمادها على الولايات المتحدة وتجنب الانجرار إلى مواجهة بين الصين والولايات المتحدة بشأن تايوان"، مؤكدا على نظريته حول "الحكم الذاتي الاستراتيجي" لأوروبا، التي من المفترض أن تقودها فرنسا، لتصبح "قوة عظمى ثالثة) ولمجرد ان يتحدث احد عن تعدد الاقطاب تثور ثائرة امريكا التي تعمل منذ نهاية الحرب العالمية الثانية على صناعة نظام عالمي (اخر) احادي القطب تقودها هي لوحدها تحت اي كيان اخر المهم هي مركزية السيطرة الاوحد ، وبالتالي فان فرنسا تسير على نقيض اهداف امريكا في عملية تدشين النظام العالمي الجديد من خلال إشعال الاخيرة حرب عالمية ثالثة بداية من اوكرانيا تتوسع حتى تصل لمناطق الثروات ، ومن الواضح ان فرنسا تقف حجر عثرة امام اهداف امريكا لان تكون اوروبا جبهة بالوكالة عنها لمواجهة روسيا والصين لذا تم ضرب مصالحها في افريقيا ولو بشكل مؤقت حتى ترضخ للارداة الامريكية وبالتالي فسوف تكون فرنسا امام خيارين إما الانضواء تحت لواء الولايات المتحدة الامريكية والقبول بدخول الحرب في جبهة روسيا اليوم والصين في قادم الايام او افقارها ، وهو مصير لايختلف عن مصير الاقتصاد الامريكي الذي يعاني من تضخم الديون وازمة رفع سقف الدين الذي يجب ان يتوقف وبالتالي فان الحرب والفوضى هو افضل خيار لتصفير الازمة .. كما انها ذاتها الصغوط غير المباشرة الموجهه لايران لعلها تدخل في حرب باي شكل من الاشكال مع السعودية .. وقد نشهد ظهور الفصائل الاسلامية المتشددة كداعش وغيرها في افريقيا لتمهيد الطريق هناك لازاحة لاعبين ودخول لاعبين جدد وتهجير السكان او القضاء عليهم عبر الاوبئة والحروب الفوضوية والعشوائية ، لاسيما في ظل تواجد مكثف لداعش والقاعدة هناك حيث اصبحت هناك وخصوصا في مناطق الانقلابات اكثر من محرك على الارض (فرنسا والمانيا- روسيا عبر فاغنر - داعش والقاعدة - امريكا من بعيد )
يتبع …
?️
وسوف تتحرك داعش والقاعدة بشكل اوسع عندما يسقط النظام او يضعف مثلما حدث في سوريا والعراق وهو الامر الذي بدا فعليا حيث ظهر سباق لفيديوهات "استعراض القوة" بعد الانقلاب العسكري في النيجر، بين جماعات تابعة لتنظيمي داعش والقاعدة في منطقة الساحل وغرب إفريقيا، تحمل رسائل تهديد لحكومات المنطقة المشغولة في تداعيات أزمة النيجر، ووعيدا بمحاصرة مدن. خصوصا في ظل ضعف التواجد الفرنسي والالماني وكذا مع توقف الاتحاد الأوروبي العام الماضي عن تدريب الجيش والحرس الوطني المالي لان السلطات المالية لم تقدم ضمانات كافية بأن الجنود الماليين المدربين من الاتحاد الأوروبي لن يشاركوا في عمليات مع "فاغنر" ، وايضا في ظل الفوضى التي تعيشها فاغنر بعد اغتيال قائدها / يفيغني بريغوجين الذي اغتالة الغرب لاضعاف فاغنر في افريقيا وتبناها بوتن تلميحا حفظا لماء الوجه لان من يريد اغتيال شخصية لايراد ان تُنسب له العملية لايغتالة على ارضه لكن طالما الامر قد حدث فسياسة خلط الاوراق والضبابية هي افضل طريقة ، وان يُنسب الاغتيال لبوتن خير من ان تكون اجوائه والمنتمين له مخترقين لهذا الحد ممايضعف من معنويات الجبهة الروسية في اوكرانيا ، وهو الامر الذي قد يمتد لبوتن شخصيا .. وعلى صعيد افريقيا فنيران الصراعات الافريقية اعتقد انها سوف تتوسع لتشمل الجزائر ومصر واثيوبيا ونيجيريا والمغرب والسنغال وجميع الدول التي ترغب في الانضمام لمجموعة البريكس التي اصبحت تشكل جبهة اقتصادية وسياسية صريحة ضد المعسكر الغربي التي تقودها الولايات المتحدة الامريكية ?.. كما قد نشهد احداث جديدة من خلال ثورات او انقلابات او افلاسات في العديد من الدول التي قررت الاتجاه للمعسكر الشرقي (البريكس) كالبرازيل والارجنتين وجنوب افريقيا والامارات والكويت وفنزويلا وتايلند وفيتنام .. علما ان السعودية لم تتقدم بطلب للانضمام للبريكس ولم توافق على العرض بل ذكرت انها سوف تدرس العرض وهو ذكاء دبلوماسي حيادي في المنطقة الرمادية التي لم تتضح بعد موازين الصراع بين المعسكرين الشرقي والغربي لاي اتجاه يمكن ان تميل اليه ، كما ان تجدد الصراعات في المناطق المكتظة بالثروات حول العالم التي تحتاجها هذه الحضارة هو امر لايجب ان يكون مستغربا في قادم الايام فهي حرب عالمية ثالثة طويلة الامد وهي خليط بين الحرب الباردة والخشنة ومابين الحراك الاستخباراتي والعسكري تبدا بالاولى وتنتهي بالثانية حيث تعتمد على انهاك العدو بعد عمليات استنزاف طويلة وفق مايحدث للروس في اوكرانيا ووفق ماتعرضت لها المنطقة العربية بعد الثورات ووفقا للسيناريو المشابه الذي بدا في افريقيا وسوف يمتد لجميع الدول المصنفة امريكياً بالدول المارقة التي لاتسير وفق مصالحها ، او وفق مجريات الصراعات التي تشعل شرارتها من بعيد او انها تقاوم الاملاءات الامريكية .. العالم اليوم تتصاعد صراعاته السياسية والاقتصادية والعسكرية وتبقى الولايات المتحدة الامريكية مختبئة في المنطقة المظلمة لتلك الصراعات تتظاهر بالضعف والسكينة لكن جميع الاطراف حول العالم يفهمون رسائلها فمنهم من يمتلك ادوات المقاومة ، ومنهم من هو في حالة ضعف مضطر للاتجاه نحو الشرق لعل وعسى ان ينجو من هذه المتغيرات والاضطرابات خصوصا الاقتصادية التي تخنق الاغلبية في عالم ينهار نحو الفقر والافلاس وبالتالي مزيد من القلاقل والانفلات الامني والثورات والانقلابات فمن يمتلك ورقة التحكم بالاقتصاد العالمي يمتلك السيطرة وادارة الصراعات للنحو الذي يرتجيه ولعلك تسال نفسك على ماذا يقوم الاقتصاد العالمي ومن الذي يحكمه ؟!! فاذا كان بوتن يهدد بالسلاح النووي فانهيار الدولار اعظم خطرا من النووي واوسع ضرر فمالذي ينتظر العالم خلال السبع سنوات القادمة ؟!!