عند النظر إلى عقود الاستثمار التي توفر فيها المؤسسات المالية عوائد غير ثابتة، مثل تلك التي تنتج عن فروقات أسعار صرف العملات الأجنبية، فإن هناك عدة عوامل يجب مراعاتها للتأكيد على طبيعتها القانونية وفقًا للشريعة الإسلامية. إليك نظرة شاملة لمساعدتك على فهم الأمر:
1. **معرفة مجال الاستثمار**: أول خطوة هامة هي التأكد من مشروعية المجال الذي تعمل فيه الشركة. هذا يعني التحقق من عدم تورط الشركة في أنشطة محظورة مثل الرهن، أو تعاملاتها في سوق الأوراق المالية مع عمليات غير مشروعة، أو دعم الأنشطة المحرمة كالرهان والخمر.
2. **عدم ضمان رأس المال**: الشرط الثاني المهم هو عدم التزام الشركة بتوفير رأس المال الأصلي عند خسائر محتملة ما لم يكن هناك تقصير واضح من جانب الشركة أدى لهذه الخسائر. إن ضمان رأس المال يعادل القرض الفعلي، وكل الفوائد المنبعثة تعتبر ربا.
3. **طبيعة الربح**: يجب تحديد أرباح الاستثمار بشكل دقيق ومسبق. ليس من المناسب إبرام اتفاقيات لاستقبال نسب مجهولة من الأرباح لأن ذلك يعد مخالفاً للقواعد الدينية. يؤكد الفقهاء الإسلاميون ضرورة وجود نسبة واضحة ومتفق عليها بين المستثمر وشركة الاستثمار.
وفي حالتنا، حيث يتم منح مستويات مختلفة من المكاسب بناءً على المتغيرات اليومية لسعر الصرف، فهذا يندرج تحت بند "النسبة المتغيرة" وهو أمر غير مقبول في الشريعة الإسلامية حتى لو تم استخدام عبارات مجردة مثل "جزء من الأرباح". باختصار، يجب أن يكون مستوى الربح معروفًا قبل توقيع العقد.
بالإضافة لذلك، تحتاج أيضًا للتأكد بأن طرق التعامل الخاصة بشركة الاستثمار بما فيها تبادل العملات تتوافق مع الأحكام الشرعية المتعلقة بذلك النوع من الأعمال التجارية.
في النهاية، دعونا نتذكر دائماً أهمية البحث والاستشارة بشأن القرارات الاقتصادية الكبيرة لضمان الامتثال للقوانين والشرائع الأخلاقية الشخصية والدينية.