- صاحب المنشور: التازي المجدوب
ملخص النقاش:يتزايد الاهتمام العالمي بشأن تأثيرات تغير المناخ على مختلف القطاعات الاقتصادية، وفي مقدمتها قطاع الزراعة الذي يعد ركيزة أساسية للاقتصاد العربي. هذا التأثير متعدد الجوانب ويؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على إنتاجية المحاصيل، الأمن الغذائي، واستقرار الأسعار. يمكن تقسيم هذه الآثار إلى ثلاثة مجالات رئيسية:
1. التغيرات الطقسية
تتسبب التقلبات الحادة في درجات الحرارة والمطر في انخفاض الإنتاج الزراعي. مثلاً، قد يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى زيادة معدل تبخر التربة وتقليل توفر المياه اللازمة للزراعة. بالإضافة لذلك، فإن الأمطار الغزيرة المفاجئة أو الجدوب الشديدة يمكن أن تؤدي إلى فشل المحاصيل.
2. فقدان الأراضي الصالحة للزراعة
مع تزايد آثار ذوبان القمم الجليدية وأمواج تسونامي البحرية المرتفعة بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري، ستواجه العديد من البلدان الخليجية تحديات كبيرة فيما يتعلق بفقدان المناطق الساحلية والأراضي الزراعية المنخفضة. وهذا يعني فقدان مساحة زراعية ثمينة وضعف القدرة على إنتاج الغذاء محلياً.
3. تكلفة الانتقال والتعويض
سيكون هناك حاجة لزيادات كبيرة في الاستثمار لتحقيق تحولات مستدامة في الزراعة العربية لمواجهة تأثيرات تغيّر المناخ. تشمل هذه التحولات استخدام تقنيات حديثة أكثر كفاءة للمياه، تطوير أصناف جديدة مقاومة للأحوال الجوية المتغيرة، وإعادة هيكلة البنية التحتية الزراعية.
إن فهم هذه المخاطر واتخاذ إجراءات استباقية أمر حيوي لحماية أمننا الغذائي ومستقبل اقتصادنا الزراعي. إن بناء نظام غذائي عربي مرن وقادر على مواجهة تحديات المستقبل يعتمد على قدرتنا الفعلية على التعامل مع تأثير تغير المناخ.