في الثلث الأخير من الحمل، يمر الجنين بتغيرات هائلة تستعده للحياة خارج الرحم. هذه الفترة تعرف باسم الشهر التاسع وتعتبر واحدة من أكثر مراحل تطور الجنين أهمية. بحلول نهاية هذا الشهر، سيصبح وزن الطفل حوالي 2,5 إلى 4 كيلوغرامات وطوله من الرأس حتى أخمص القدم يصل عادةً بين 48 و51 سنتيمتراً.

أحد الأحداث الرئيسية التي تحدث خلال الشهر التاسع هو تحول الأعضاء الداخلية للجسم لتصبح قادرة على العمل بشكل مستقل بعد الولادة مباشرة. القلب والأوعية الدموية تكون قد اكتسبت الاستقرار اللازم لتوزيع الدم بكفاءة عبر الجسم بأكمله. الجهاز العصبي أيضاً ينمو ويتطور بسرعة كبيرة، مما يسمح بالردود الفورية والاستجابة للمؤثرات الخارجية. بالإضافة إلى ذلك، يتم تخزين كميات هائلة من الدهون تحت الجلد والتي ستساعد في الحفاظ على درجة حرارة جسم الطفل بعد ولادته.

بالإضافة إلى هذه التطورات البيولوجية، هناك تغييرات سلوكية ملحوظة أيضاً. يمكن للطفل الآن فتح عينيه وإغلاقهما، وملاحظة الضوء الخارجي. كما أنه يستجيب للأصوات ويبدأ التعرف عليها، خاصة صوت والدته وصوت الآخرين الذين كانوا قريبين منها أثناء فترة الحمل.

مع اقتراب موعد الوضع، عادة ما تنزل رأس الطفل باتجاه قناة الولادة وهو أمر معروف بميلان القحف. وهذا يحسن وضع الطفل داخل الرحم ويعزز عملية المخاض عندما تبدأ الانقباضات المتكررة. خلال كل هذا، تعيش الأم مرحلة مليئة بالتوقعات والإثارة مع إدراكها بأن طفلها سيكون بجوار قلبها قريباً جداً. إنها قصة رائعة حول كيفية عمل الطبيعة بشكل دقيق ومتناسق لتحضير كائن بشري جديد للعالم الخارجي.