- صاحب المنشور: مهلب التونسي
ملخص النقاش:شهدت السنوات الأخيرة ثورة رقمية غير مسبوقة أثرت على مختلف القطاعات، ومن بينها قطاع التعليم. يبرز الذكاء الاصطناعي كمحرك رئيسي لهذا التحول الرقمي، حيث يجسّد التقنيات المستندة إليه نماذجاً مبتكرة لتعزيز التعلم وتلبية الاحتياجات الفردية للطلاب بصورة أكثر فعالية وكفاءة. يمكن تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تقديم تجارب تعلم شخصية، وذلك عبر تحليل البيانات الأكاديمية والنتائج لتحديد نقاط القوة والضعف لدى الطلاب واستهداف مواد التدريس وفقًا لذلك.
كما يساهم استخدام الروبوت الآلي المحادثة المدرب بتكنولوجيا NLP (معالجة اللغة الطبيعية) في توسيع نطاق الدعم الاكاديمي المتاح للمستخدمين. يتيح ذلك للأطفال والمراهقين الحصول على المساعدة عند الحاجة، مما يعزز قدرتهم على حل المشكلات ويحسن فهمهم للدروس المعقدة. بالإضافة إلى ذلك، تساعد أدوات الذكاء الصناعي في تخصيص المحتوى الدراسي بناءً على الأنماط الشخصية لكل طالب، مستخدمة مجموعة واسعة من خوارزميات التعلم العميق لتحسين جودة هذه التفاعلات التعليمية.
لكن التأثير الكبير للتكنولوجيات المبنية على الذكاء الصناعي ليس مقتصراً فقط على جانب العمليات الداخلية داخل المؤسسات التربوية؛ فقد أصبح أيضاً جزءا أساسياً من العملية التعليمية نفسها. اليوم، يستطيع معلمو المستقبل الاستعانة بأدوات متطورة تعتمد عليها لإعداد الخطط والدروس التي تراعى فيها احتياجات طلابهم الخاصة ومستويات تفوقهم المختلفة. كذلك توفر تلك الأدوات رؤى هامة حول كيفية أفضل لمساندة أبنائنا خلال رحلتهم المعرفية نحو تحقيق العلم النافع المفيد لهم ولأمتهم.
وعلى الرغم من كل هذه الإيجابيات الكبيرة المرتبطة باستعمال تكنولوجيا ذكية مدعومة بالذكاء الصناعي في المجال التعليمي، إلا أنه ينبغي لنا ألّا تغيب عين الرحمة والتوجيه الإنساني أثناء عملية تطبيق مثل هذا النوع من التقنيات الحديثة حتى نحافظ دوماً على توازن جيد بين الجوانب البشرية والعقلانية منها عندما نتجه نحو عالم مليء بالتطور التكنولوجي الواسع الانتشار حاليًا والذي قد يؤدي إن لم يكن مصحوبا بنظرة نقدية وعملية للحفاظ على قيم المجتمع الأصيلة -فإنه سيسبب خللا واضحا وفاضحا فيما بعد1
.المراجع:
[1] دراسة نشرت بعنوان "تأثيرات تقنيات الذكاء الصناعي علي التعليم وإمكاناته المستقبليه" بواسطة منظمه اليونسكو عام ٢٠٢٠ .