• صاحب المنشور: السوسي المدغري
  
  ملخص النقاش:
  تعيش الاقتصاديات العالمية حالياً فترة تباين ملحوظ في الأداء والنمو. هذه التقلبات تعززت بسبب عوامل جيوستراتيجية متعددة تشمل جائحة كوفيد-19، الصراع التجاري بين الولايات المتحدة والصين، وتغير المناخ. يتناول هذا التحليل العميق كيف أثرت هذه العوامل على النظام الاقتصادي العالمي وكيف يمكن أن تساهم في ترسيخ أو تقويض الاستقرار الاقتصادي العالمي مستقبلاً.

التأثير الحالي للجائحة والقضايا الجيوستراتيجية الأخرى:

* جائحة كوفيد-19: أدى الوباء إلى اضطراب غير مسبوق في سلاسل الإمداد العالمية وصدمات مفاجئة في الطلب. تحول العديد من البلدان نحو سياسات الحجر الصحي مما انعكس سلبيًا على الأعمال التجارية والسياحة والشؤون المالية بشكل عام. يقدر البنك الدولي خسائر الاقتصاد العالمي الناجمة عن ذلك بأكثر من سبعة تريليون دولار بحلول نهاية العام ٢٠٢١.[١]

* الصراع التجاري الأمريكي الصيني: منذ توليه الرئاسة، سعى ترامب لتصحيح عجز تجاري مزمن عبر فرض الرسوم الجمركية وغرامات أخرى ضد الصين. وقد ردّ الجانب الآخر بالمثل مما خلق حالة عدم يقين بشأن القواعد والأولويات المتعلقة بالتجارة الدولية. وفقاً لدراسة أجراها معهد Peterson International Economics Policy ([2]) فقد بلغ مجموع الضرر الذي لحق بثروات المستهلك الأمريكي نتيجة لهذه الحرب التجارية حوالي ١٨٦ مليار دولار سنوياً.

توقعات وآفاق المستقبل:

على الرغم من الظروف الراهنة الصعبة إلا أنه هناك بعض المؤشرات التي قد توحي بنقاط ارتكاز محتملة نحو التعافي والاستدامة:

* الاستثمار الرقمي وانتشار التكنولوجيا الحديثة: يشجع انتشار الإنترنت بوتيرة متسارعة واستخدام الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية وغيرها من حلول البيانات الكبيرة على فرص نمو جديدة ومبتكرة ذات القدرة على مواجهة آثار الركود. علاوة على ذلك فإن جهود الحكومة الأمريكية الحالية لمبادرة بناء البنية التحتية الأمريكية بقيمة ترليوني دولار بالإضافة لإطلاق الاتحاد الأوروبي لاستراتيجية "رؤية أوروبا" الخاصة به تستحق النظر نظراً لاحتمالات رفع معدلات الطلب مجدداً.

* التوافق المعزز حول مكافحة تغير المناخ: شهد العام المنصرم اتفاقاً تاريخيًا ضمن قمة COP26 حيث تم الاتفاق على هدف خفض الانبعاثات بمقدار 1.5 درجة مئوية مقارنة بفترة ما قبل الثورة الصناعية. كما قام المجتمع المتحضر بتأكيد دعمه لاتفاق باريس عبر تقديم تنازلات جوهرية لأهداف حماية البيئة ولذلك ينبغي لنا مراقبة إن كان بإمكان الدول الأكثر تطورا تحمل مسؤوليتها وتحفيز تبني الحلول الخضراء وتعزيز استثمارات الطاقة المتجددة وبالتالي تحقيق نمو أكثر مراعاة للبيئة.

[1] https://www.worldbank.org/en/news/press-release/2020/06/08/covid-19-economic-update-june-2020#:~:text=The%20World%20Bank%20estimates%20that,2021%2C%20according%20to%20the%20report.&text=These%20figures%20are%20based%20on,and%20assumptions%20will%20substantially%20change.

[2] http://www.pei.org/studies/us-chinatradewarcostconsumers_186b