- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
لقد شهد العالم تحولات جذرية خلال العقود الأخيرة، حيث تظهر ديناميكيات جديدة تؤثر على توازن القوى الاقتصادية العالمي. لم تعد الولايات المتحدة واليابان وألمانيا وحدها هي المحركات الأساسية للنمو العالمي؛ بل انضمت إليها اقتصادات ناشئة مثل الصين والبرازيل والهند وجنوب أفريقيا وغيرها والتي تشكل ما يعرف الآن بمجموعة "بريكس". هذه الدول تتمتع بنمو متزايد ومستدام يعزز مكانتها الدولية ويغير وجه الخريطة الاقتصادية للعالم.
في هذا السياق الجديد، يمكننا تتبع عدة عوامل رئيسية تساهم في ظهور هذه الديناميكيات:
1) زيادة الاستثمار الأجنبي المباشر: تجذب الاقتصادات الناشئة باستمرار مستثمرين عالميين بحثًا عن فرص توسعية وتكلفة عمل أقل مقارنة بالدول المتقدمة. يوفر ذلك موارد مالية هائلة تدعم تطوير البنية التحتية والصناعة والاستهلاك الداخلي.
2) الابتكار والتكنولوجيا: تعطي الحكومات المحلية الأولوية للاستثمار في البحث والتطوير العلمي لخلق بيئات أكثر تنافسية جاذبة للمواهب والأعمال الجديدة. فمثلاً، تحتل الصين حاليًا المركز الأول عالمياً فيما يتعلق ببراءات الاختراع المُمنوحة سنويًا وبدأت بالفعل في تصنيع تقنيات متقدمة كذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية.
3) القدرة السكانية الشابة والمستهلكة: يتميز العديد من البلدان النامية بتعداد سكاني شبابي نشيط وقادر على الإنتاج والاستهلاك بكفاءة عالية مما يسهم بقوة في الدورة المالية المحلية والدولية خاصة عندما تكون هناك استراتيجيات فعالة لإدارة تلك الفرصة العمرية الرائعة.
4) السياسات الحكومية الذكية: تقوم بعض حكومات الجنوب باتباع سياسات محفزة للأعمال التجارية وبرامج إعادة هيكلة منظمة لجذب المزيد من الصفقات الكبرى والإصلاحات الهيكلية التي تلزم لتحقيق معدلات نمو طموحة تحقق ازدهار شعوبه واستقرار دولته داخل النظام الدولي المعاصر المترابط والعابر للقارات.
5) العلاقات السياسية الدولية والمعاهدات الثنائية: أخيرًا وليس آخرًا تأتي أهمية الحفاظ على علاقات خارجية مستقرة وعادلة عبر الانفتاح أمام شركاء جدد وتعزيز الاتفاقيات التجارية ومنظمات التعاون المشترك لتوسيع نطاق الفوائد الجماعية وتحسين ظروف التجارة العادلة بين الغالب والنادر منها أيضًا! وهذا يدفع الأمور ناحية بناء مجتمع عالمى أقرب إلى المساواة فى الفرص وهو طريق مفتوح اليوم لأجل المستقبل المنشود بإذن الله تعالى.