- صاحب المنشور: فادية القاسمي
ملخص النقاش:تشكل الزيادة الديموغرافية العالمية تحدياً كبيراً للمجتمع الدولي فيما يتعلق بالأمن الغذائي. حيث يشهد العالم زيادة سكانية متسارعة تتوقع تقارير الأمم المتحدة أنها ستبلغ حوالي 9,7 مليار شخص بحلول عام 2050 مقارنة بـ 8 مليارات حاليا. هذه الزيادة تعني طلباً أكبر على الغذاء والموارد الطبيعية الأخرى التي تؤثر مباشرة على توافر الطعام وبالتالي الأمان الغذائي. وفقا لمنظمة الأغذية والزراعة FAO، فإن إنتاجنا الحالي للغذاء غير قادر على تلبية الحاجات المتزايدة للسكان الذين يعيشون تحت خط الفقر والجوع.
العلاقة بين الزيادة السكانية والأمن الغذائي
تعمل الزيادة السكانية كمؤثر رئيسي على ثلاثة جوانب حيوية للأمن الغذائي وهي الإنتاج والاستخدام والتوزيع. يواجه المنتجون ضغوطًا لإنتاج المزيد لتلبية الطلب المتنامي مما يؤدي إلى رفع تكاليف الإنتاج وتدمير البيئة بسبب زحف التوسع العمراني المدمر للمزارع والبساتين وإزالة الغابات بحثاً عن مزيدٍ من الأرض الصالحة للزراعة. أما بالنسبة للاستخدام، فالزيادة السكانية تزامنت مع تغييرات في عادات الاستهلاك. فقد أدى ارتفاع مستوى المعيشة لدى بعض الدول إلى استبدال نباتات مثل الذرة والقمح باللحوم ومنتجات الألبان الأكثر استهلاكا للمواد الأولية. هذا التحول نحو نظام غذائي أكثر مادية قد يقوض جهود تحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي وقد يحرم الفقراء ممن هم أقل قدرة على تحمل تكلفة النظام الغذائي الجديد. وفيما يخص الجانب الثالث وهو التوزيع، تبقى حالات عدم المساواة قائمة ومستمرة؛ فبخلاف المنطقة الجغرافية يوجد تفاوت واضح داخل البلد الواحد سواء كان ذلك اختلاف طبقي أو عرقي أو نسوي وغيرها الكثير. كل تلك الاختلافات تساهم في إحداث خلل كبير في عملية الوصول العادل للتغذية الملائمة لكل فرد بناء على احتياجاته اليومية الصحية والسليمة.
حلول محتملة لمشكلة الأمان الغذائي
لتحقيق هدف عالم حر من خطر المجاعة، هناك حاجة ملحة لتحويل التركيز العام باتجاه سياسات مستدامة تعتمد استخدام الطاقة البديلة وتحسين الكفاءة الزراعية والحفاظ على الموارد الطبيعية بالإضافة لرفد المجتمع المحلي بالحوافز الاقتصادية المناسبة لدعم تطوير الزراعة الصغيرة وتعزيز دور المرأة كعامل مؤثر ضمن منظومة القطاع الزراعي الكبير. كذلك يجب تشجيع البحث العلمي والدراسة لتطوير أصناف جديدة من المحاصيل تتكيف بسرعة مع الظروف المناخية المتغيرة والتي تستطيع تقديم نفس قيمة الانتاج ولكن باستخدام نسبة مياه اقل بكثير مما سيخفض الضغط الواقع علي المصادر المائية ويضمن استمرار جودة المنتج النهائي طوال فترات مواسم الاعاصير والجفاف الشديدة. أخيرا وليس آخرا، يعد التعليم أحد أهم الركائز الأساسية لحل المشكلة إذ أنه يساعد الأفراد لفهم أفضل للعوامل المؤثرة عليهم وعلى بيئتهم وكيف يمكن اتخاذ قرارات رشيدة للحفاظ عليهما سوياً. إن تطبيق نهج شامل وشامل يجمع جميع العناصر سالفة الذكر يعد الخطوة الأولى والنقطة المرجعية الرئيسية لتحقيق الأمن الغذائي وسط ظروف النمو السكاني السريع الذي نواجهه خلال العقود القادمة.