- صاحب المنشور: راغدة الأندلسي
ملخص النقاش:
في عصر التكنولوجيا الحديثة، أصبح التعليم الافتراضي خياراً متزايد الأهمية بالنسبة للعديد من الطلاب حول العالم. يشمل هذا النوع من التعلم استخدام تقنيات الاتصالات الرقمية مثل البريد الإلكتروني, المنتديات, الشبكات الاجتماعية, وأنظمة إدارة التعلم لإتاحة الفرصة للتواصل بين المعلمين والطلاب والاستفادة من الدروس والموارد الأخرى دون الحاجة لوجود جسديا في الفصل الدراسي التقليدي. رغم الفوائد الواضحة التي يقدمها هذا النظام الجديد كالاستقلالية الزمنية والموقعية للمتعلمين والإمكانات المتوفرة لتخصيص الخبرات التعليمية حسب الاحتياجات والفروقات الشخصية؛ لكن مع ذلك ينطوي أيضا على بعض التحديات الخاصة التي تختلف اختلافًا جذريا عما يمكن مواجهته ضمن بيئة تعليمية تقليدية داخل قاعة محاضرة نموذجية مثلا.
أولى هذه التحديات تتعلق بتلبية الاحتياجات المختلفة لكل طالب وذلك بسبب افتقاد الانطباعات المرئية والشخصية التي توفرها البيئات الأكاديمية التقليدية والتي تعتبر ضرورية خاصة لأولئك الذين يتعلمون أفضل عندما يتم تقديم المعلومات بصورة مرئية أو سمعية مباشرة. بالإضافة إلى ذلك، هناك مخاطر محتملة بشأن عدم مشاركة طلاب كافيين بنشاط أثناء جلسات الفصل الافتراضية مما يؤثر بشكل سلبي على تجربة التعلم لديهم وكذلك الآخرين أيضًا حيث ان وجود المحاور وانخراط الأعضاء يلعب دور مهم للغاية في نجاح أي عملية تعلم سواء كانت افتراضية أم حقيقية تماماً. وبينما قد يستطيع البعض الاستفادة القصوى من فرص التواصل والتفاعل خارج نطاق الفصول الدراسية الأساسية إلا أنه يصعب تحقيق نفس الدرجة من التأثير والبناء الاجتماعي المشترك الذي يحدث غالبا خلال الحياة الجامعية المعتادة داخل حرم الكلية نفسه بعيدا عن الشاشة الصغيرة. أخيرا وليس آخرا فإن القضايا المرتبطة بمصداقية المحتوى وموثوقيته تعد عامل أساس آخر يحتم رعاية شديدة منه لمنظومة المنصات التعليمية المتنوعة الموجودة حالياً تحت سقف واحد رقمي واحد وهو الأمر الذي يعكس حالة مستمرة ومتجددة دوماً فيما يتعلق بجوانب الجودة والمراقبة والحفاظ علي سلامة البيانات المستخدمة داخله بغرض تحسين جودة العملية التعليمية برمتها عبر كافة المستويات العمرية المختلفة لفئات المجتمع المدني العام.
ومن جهة أخرى، لدى نظام التعليم الافتراضي العديد من الفوائد المهمّة جدًا والتي تستحق الوقوف عندها مليّاً نظراً لانفتاح آفاق جديدة أمام الكثير ممن كانوا مقصرين سابقا بسبب ظروف وظروف شخصية مختلفة . فعلى سبيل المثال تقدم منظومات الذكاء الاصطناعي الآن نماذج مبتكرة لإعادة تصميم وتخطيط سير العملية التعليمية بأسرها بطريقة أكثر شمولا قابلة للحياة اليوم بعد مرور عقود طويلة من التجريب والمراجعة المستمرة قبل الوصول لهذه المرحلة الراهنة بالفعل. فتلك الأدوات تساعد بشكل كبير -على سبيل المثل وليس الحصر – فى تمكين الأفراد ذوي الإعاقة العقلية والجسدية منهم خاصة بإعطائهم فرصة أكبر للمشاركة بكامل حرِيتها واستقلاليتها لتحقيق طموحاتهم العلميه