- صاحب المنشور: مروة بن معمر
ملخص النقاش:مع تطور الذكاء الاصطناعي بوتيرة متسارعة، يبرز موضوع تأثير هذه التقنية على البيئة كأحد أهم القضايا التي ينبغي دراستها بعناية. بينما توفر حلول الذكاء الاصطناعي موارد هامة للعديد من المجالات مثل الطاقة المتجددة وتخطيط المدن المستدامة والمراقبة البيئية, إلا أنها أيضاً تأتي بمواطن ضعف محتملة تتطلب الاهتمام الفوري. يتسم انتاج و تشغيل الأنظمة ذات الذكاء الاصطناعي باستهلاك كبير للموارد الطبيعية, خاصة فيما يتعلق بالطاقة الكهربائية اللازمة لهياكل الحوسبة الضخمة والتصنيع الصناعي للحواسب والأجهزة الخاصة بها.
التحديات الرئيسية
- إنتاج الرقائق الإلكترونية: تعتبر عملية تصنيع أشباه الموصلات عالية الدقة المستخدمة في معالجات الذكاء الاصطناعي شديدة الطلب على المياه والمواد الكيميائية، مما يساهم في استنزاف موردي الأرض وضغط البنية التحتية المحلية لمعالجتها.
- استخدام الطاقة: تعمل خوارزميات التعلم العميق لاستخراج البيانات واتخاذ القرار باستمرار وبكميات ضخمة من البيانات. وهذا يؤدي إلى زيادة كبيرة في استخدام الكهرباء.
- تأثير دورة حياة المنتج: عند النظر في دورة حياة جهاز ذكي اصطناعي بأكمله - من التصميم والتجميع إلى الاستخدام والاستبدال والنفايات - يمكن أن تكون بصمته الكربونية ملحوظة للغاية مقارنة بالأجهزة التقليدية.
مستقبل مستدام
رغم هذه التهديدات المحتملة، فإن فرص استخدام الذكاء الاصطناعي لتحقيق التنمية المستدامة واضحة أيضا. ويمكن لهذا المجال المساعدة في تحسين كفاءة استخدام الطاقة وخفض انبعاثات الغازات الدفيئة بتطبيقات متنوعة منها:
- توجيه سياسات إدارة الطاقة وتحليل الاتجاهات لتسهيل الانتقال نحو اقتصاد أقل اعتمادا على الوقود الأحفوري.
- دعم الزراعة الحيوانية والزراعة النباتية المسؤولتين بيئياً وذلك باستخدام تقنيات مراقبة الموقع الجغرافي وجمع المعلومات عن الأعلاف والإمدادات المائية وغيرها.
- تحسين عمليات إعادة التدوير وإدارة المخلفات بشكل فعال أكثر عبر الذكاء الاصطناعي الذي يستطيع تحديد نوع المواد بناءاً على بيانات صور الأشعة تحت الحمراء وكاميرات الفيديو.
لضمان تحقيق توازن بين تقدم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والحفاظ على البيئة، ينبغي العمل سويا لإيجاد الحلول الناجعة للتحديات المطروحة الآن وضمان تطوير نظم مبنية حول الاستدامة منذ مرحلة الإعداد الأولية لمشاريع الذكاء الاصطناعي الجديدة.
