- صاحب المنشور: سندس البوعزاوي
ملخص النقاش:
مع تطور العالم نحو عصر رقمي متزايد يُصبح فهم التأثير المتبادل بين التكنولوجيا والجيل الحالي أمرًا بالغ الأهمية. يشهد شباب اليوم تحولا هائلا في الطريقة التي يتواصلون بها ويستوعبون المعلومات ويعبرون عن هويتهم الثقافية وذلك نتيجة لانتشار الإنترنت والأجهزة الذكية والتطبيقات الحديثة. هذا الانتقال الجذري لم يقتصر فقط على جوانب حياتهم العملية ولكنه غطى أيضا تفاصيل يومهم الروتيني وعاداتهم الاجتماعية والثقافية.
في البداية، يمكن رصد بعض التحديات المرتبطة بهذه التحولات الرقمية. فالاعتماد الكبير على وسائل التواصل الاجتماعي قد يؤدي إلى عزل اجتماعي وفقدان الاتصال الحقيقي مع الآخرين، بالإضافة لتأثيراتها المحتملة على الصحة النفسية بسبب الضغط المستمر للتفاعلات الافتراضية ومقارنة الذات بالأمور المثالية التي يتم عرضها عبر تلك المنصات. كما تشمل هذه التحديات مخاوف بشأن استهلاك محتوى غير مناسب للأعمار الصغرى وعدم القدرة الفعالة للحفاظ على خصوصية البيانات الشخصية.
وبالرغم من ذلك فإن القصة ليست سوداوية تماماً. فإنه مع تحول المجتمع نحو العصر الرقمي تأتي فرص كبيرة أيضاً. بات بإمكان الأفراد الوصول للمعلومات بسرعة وبشكل أوسع مما كان عليه الأمر سابقاً عبر المكتبات التقليدية أو الكتب المطبوعة. هذا يوفر فرص تعليم مستمرة وتنمية معرفية واسعة المجال لأجيال الشباظ الذين أصبحوا مولعين بمشاركة المعلومة والمعرفة العامة.
كما عززت الوسائل الإلكترونية قدرتهم على التعلم الذاتي والممارسة الفردية للأنشطة المختلفة مثل اللغات الجديدة والفنون وغيرها الكثير - كل هذا بدون حاجة لدفع رسوم جامعية باهظة الثمن! إضافة لذلك فقد أعادت الشبكة العنكبوتية تعريف مفاهيم الهوية الجماعية والفردية؛ حيث يستطيع الأشخاص الانخراط ضمن مجموعات ذات اهتمامات مشتركة رغم مسافة فارقة مكانيّة كبيرة. وهذا يعطي شكل جديد وأكثر شمولاً لهوية الشباب وثقافاته الخاصة بهم مقارنة بأشكالها التقليدية المحلية والعائلية.
وفي نهاية المطاف، يبدو واضحا بأن لكل مرحلة عمرانية لها خصائص فريدة خاصة بها تحدد كيفية استخدام الناس لعناصر الحياة الأساسية كالتواصل والتعلم والتعبير عن الذات واتخاذ القرارات المصيريه . لكن يبقى الدور هنا حاسماً وهو كيفية ايجاد توازن صحّي ومتكامل بين الاستفادة القصوى لما تقدمه لنا تكنولوجيات الاعلام الحديث والحفاظ أيضًاعلى ثوابتنا الأخلاقية والقيم الإنسانية الراسخة داخل نُسَج مجتمعنا العربي الأصيل !