- صاحب المنشور: وديع الهلالي
ملخص النقاش:يعدّ مفهوم المجتمع المدني أحد العناصر الأساسية لتعزيز الديمقراطية والتنمية المستدامة. فهو يشمل المنظمات غير الحكومية والمجموعات السكانية المحلية التي تعمل خارج القطاع العام أو الخاص بهدف تعزيز العدالة الاجتماعية وتحقيق المصالح العامة للمجتمع. وفي هذا السياق، فإن دراسة دور ومشاركة المجتمع المدني في عملية البناء والتطوير تعتبر موضوعًا حاسمًا لتحقيق مجتمع متوازن ومتماسك.
الفهم والدور
وفقا للأمم المتحدة، يمكن تعريف المجتمع المدني بأنه "مجموع الأفراد الذين يعملون ضمن مجموعات مهتمة تهدف إلى تحقيق مصالح مشتركة". وتشمل هذه المجموعات مجموعة واسعة من الشركاء مثل الجمعيات الأهلية والنقابات العمالية ومنظمات الشباب وغيرها الكثير. ولعبت تلك الجهات دورًا فاعلاً عبر التاريخ في الضغط من أجل حقوق الإنسان وضمان المساواة بين المواطنين وبناء القدرات المؤسسية.
أهمية المجتمع المدني للتنمية البشرية
القدرة على التأثير
من خلال تنظيم نفسها واستخدام قوتها الكوليكتيفية لإحداث تغييرات اجتماعية واقتصادية، يثبت المجتمع المدني قدرته على التأثير الإيجابي خاصة فيما يتعلق بحماية البيئة والصحة العامة وحقوق المرأة والأطفال. وهذا يعزز الشعور بالمسؤولية لدى أفراد المجتمع تجاه بعضهم البعض مما يقوي الروابط الاجتماعية والعلاقات الإنسانية المشتركة.
التعاون مع الجهات الرسمية
غالبًا ما يسعى المجتمع المدني للحصول على دعم السلطات الرسمية لتفعيل مشاريعه الخدمية المختلفة. فمثلا قد تتشارك جمعية خيرية محلية مع الحكومة لإقامة حملة تطوعية هدفها إعادة تأهيل المدارس الحكومية المتداعية، أو ربما تدخل إحدى الحملات الحقوقية لمناقشة تشريعات جديدة تحمي عمال المناجم من المخاطر الصحية الناجمة عن طبقات الأرض الغنية بالموارد المعدنية القريبة من المناطق الآهلة بالسكان.
التحديات المعاصرة أمام المجتمع المدني
تمويل محدود وتمييز سياسي ضد نشاطاته
يتطلب عمل المجتمع المدني موارد بشرية وكوادر مؤهلة بالإضافة لرأس مال مستدام يسمح له باستمرارية أدائه لأعمال الخير والبناء. ولكن غالبًا ما تواجه مؤسساته الحضارية نقصًا شديداً سواء برؤوس أموال كبيرة أم بتفاعل جوهرى مع السلطة التنفيذية والحكوميين. وقد يؤدي ذلك إلى تقليل فعالية تأثيره الاجتماعي مقارنة بما لو كانت لديه موارد أكثر قوة وصلابة.
الصراع الداخلي وعدم الوحدة
كما يشكل عدم توحيد مفاهيم العمل الخيري وإصدار توصيات منهجية واضحة حول كيفية سير الأمور داخل منظمة واحدة عائق رئيسيًا أخرى يحرمها القدرة على خلق تناغم داخلي ويعرض استقرارها للتآكل بسبب اختلاف وجهات النظر الشخصية والخلافات المحتملة بشأن مسائل إدارة شؤونه اليومية.
الحلول المقترحة - أفضل الممارسات العالمية
إنشاء شبكات شاملة تضم جميع مكونات المجتمع civil society actors
تشجع كندا مثالا ناجحا لهذه السياسة بإعلان سنة ٢٠٢١ كعام للشباب والتي تساهم بحشد العديد ممن ينتمون لفئات عمر مختلفة نحو الانخراط ببرامج متنوعة تنتسب لها أغلب الأحياء الشعبية والكنائس والشركات الخاصة والجماهير الرياضبة الواسعة تحت سقف واحد وهو محور خدمة الوطن.
هذه العملية تؤكد بأن لكل فرد مكانه الطبيعي حين يتم دمج طاقات الجميع بطريقة مدروسة بعناية شديدة حيث تصبح كل جهوده قابله للاستفاده القصوى عند الرغبة بانشاء مشروع جماعى يستقطب عدد هائل من الأعضاء ذوو العقول المفتوحة وطموحات ساميه."
