- صاحب المنشور: علاوي الجبلي
ملخص النقاش:
انبثقت الحاجة الملحة لتوازن متناغم بين التعاليم الإسلامية والعصر الحديث مع تطور الابتكارات التقنية بسرعة كبيرة. يعتبر التعليم أحد أهم الأدوات الأساسية لنقل المعارف وتطوير المجتمعات؛ ولذلك فإن دمج هذه الثورة الصناعية الرقمية ضمن بيئة تعليمية تتوافق مع القيم والمبادئ الدينية يعد تحدياً ملحوظاً ولكنه ضروري.
يعكس التاريخ الإسلامي تقديره للأدوات العلمية والتكنولوجيا منذ القدم. حيث كان المسلمون الأوائل هم رواد العلوم وعلماء الرياضيات والفلك وغيرها الكثير. لهذا السبب، يمكن اعتبار الاستفادة المثلى من العصر الحالي امتدادا لهذه الروح المستمرة للبحث العلمي والدعوة لمعرفة العالم المحيط بنا. ولكن ينبغي أيضاً فهم كيفية تحقيق هذا الاندماج بطريقة تحافظ على الهوية الثقافية والإسلامية للمجتمعات.
في الخطاب الأخلاقي والأخلاقي للإسلام، هناك تركيز قوي على استخدام العلوم والتكنولوجيا لأغراض نبيلة ومصلحة الإنسانية ككل. يتطلب تطبيق ذلك في مجال التعليم توضيح وتعزيز مفهوم المسؤولية الاجتماعية والحفاظ على الأخلاق والقيم التي تعلمها الدين. وهذا يعني التأكد من أن الأفكار والأبحاث المقدمة عبر المنصات الإلكترونية أو الذكية تحترم حدود الشرع والشريعة.
ومن الأمور الهامة أيضًا النظر إلى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي وأجهزة المحمول المختلفة المستخدمة يوميا لدى الطلاب والتي قد تؤثر على تركيزهم وانتباههم داخل الصفوف الدراسية. هنا تكمن الفرصة لإيجاد حلول مبتكرة تجمع المتعلم بمصدر المعلومات بينما تساهم أيضا بتنشيط مهارات التركيز الفردية والاستماع الجماعي - وهي جوانب مهمة للتفاعلات الاجتماعية التقليدية ذات القيمة الكبيرة ضمن النظام التربوي الإسلامي.
يمكن للدول الغربية والفكر الغربي تقديم أمثلته الرائدة في مجالي التعليم والتكنولوجيا كموجه مرجعي مرشّد نحو أفضل الممارسات العالمية. لكن يبقى الأمر الأكثر حيوية هو ضمان انسجام هذه الآليات وقدرات البرامج مع المبادئ والقواعد الإسلامية بعناية فائقة وبإجراء دراسة نقدية عميقة حول محتوى وغايات المشروعات والبرامج التدريسية لتجنب أي آثار جانبية غير مرغوب بها اجتماعياً وفكريًا وثقافيًا واجتماعياً أيضاً.
وباختصار، فإن الجمع الناجع بين الإرث الحضاري والثراء المعرفي ليوميْن مختلفين إنما يشكل مفتاح نجاح رحلتنا نحو مجتمع مستقبلي أكثر تطوراً وتعاطفا مع الذات وتساميًا مع الآخرين أخذا بالأسباب والسعي لتحقيق أهداف ساميه تشمل رفاهيتنا جميعًا بلا استثناء وتمشيَا باتجاه نهضة شامله لمستقبل زاهر بإذن الله تعالى!