- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
## مقدمة:
تُعد قضية العلاقة بين الدين والإسلام تحديدًا وبين الديمقراطية موضوعًا مثيرًا للجدل ومثاراً للمناقشة الحادة منذ عقود. فالتدافع الثقافي المعاصر والمفاهيمي يُشير إلى وجود تضارب غير قابل للتسوية بين النظام السياسي الغربي ذي الطابع العلماني والمرتكز على الحقوق الفردية، والمعتنق بشدة لدى الدول المتقدمة اقتصادياً، والنظام القائم على الشريعة الإسلامية الذي يعتبر الدولة الإسلامية أساسها وشريعتها المصدر الأساس لصياغة قوانينها الداخلية والخارجية. ولكن هل يعني هذا التباين الجذري بين هذان المنظوران سياسيًا حتميًا عدم قابليتهما للتوفيق والتآزر؟ وما هي الآفاق المستقبلية للعلاقات الراهنة؟ سنستكشف هذه المسألة المركبة عبر دراسة التاريخ الحديث للدول التي تطبق كل منهما بنظامه الخاص فيما يتعلق بالشأن الداخلي ومشاركتها العالمية مع الآخر.
فهم المفاهيم الرئيسة:
الديمقراطية كمفهوم غربي نشأت خلال القرن الثامن عشر الأوروبي كرد فعل ضد الأنظمة الملكية المطالبة بحق الإله بالحكم. وقد طورت مفاهيم مثل حكم الشعب والشورى وتمثيل السلطة كوسائل لتقييد سلطة الأفراد وضمان العدالة الاجتماعية والسعي لتحقيق الرخاء الاقتصادي وخلق بيئة حرّة تعطي المواطن حقوقاً متساوية بغض النظر عن خلفياتهم الدينية أو العرقية أو الاجتماعية. بينما تشهد الديمقراطيات الحديثة تفاوتا ملحوظا بشأن مدى تطبيق هذه المبادئ عمليا نظرا لعوامل عدة كالتركة التاريخية والثقافية والاقتصادية لكل بلد إضافة لتعقيداتها السياسية المحلية والعالمية. أما بالنسبة للإسلام فهو دين سماوي منزّل حسب اعتقاد المسلمين جاء برسالات وأوامر وثواب وعقاب وآليات للحياة المجتمعية تشمل شؤونا اجتماعية واقتصادية وثقافية وفكرية وفلسفية بالإضافة لقواعد دستورية وقوانين مدنية واجتماعية تزيل الجهل وتعالج الظلم وتحقق الأمن والاستقرار للأمم المؤمنة به حيث يعيش أفرادها تحت سلطة واحدة وهي سلطان الله تعالى -سبحانه-.
تجارب تاريخية حالية:
تشير التجارب الواقعية لدول ذات أغلبية مسلمة وفي نفس الوقت تتبع نظاما سياسيا ديمقراطيا أنها نجحت بدرجات متفاوتة في الجمع بينهما. نذكر تركيا وإندونيسيا كمثلين رئيسيين لهذه التجربة رغم اختلافهما الكبير ثقافيا وجغرافيا. فالتركيز التركي المبكر بعد انهيار الجمهورية الأولى عام ١٩٢٣ كان على تحديث البلاد ضمن منظومة علمانية ثابته مما أدى لفترة طويلة من الفتور الروحي والجماهيري ولكنه اعاد فتح باب التشاور العام والحريات العامة بشكل محدود مما سهَّل لاحقا عودة قوى اسلاميه متحفظة لكن مؤثره بقوة داخل الساحة السياسيه وذلك بعد انتهاء الحرب البارده وبعد سقوط الاتحادالسوفيتي حينذاك ظهر حزب الاخوان المسلمين التركي الجديد بفروعه المختلفه والذي استطاع الحصول علي دعم شعبي كبير بسبب برنامجه الاجتماعي الواسع النطاق وملفاته الانتخابيه الرائعه المدعومه بمجموعة شبكات خيريه رائدهم كان رجلاً اسمه «نيجَميَـنْ بارْبارٍ» مؤسّس جمعيــَّــات خيِّرى تُعنِّى بإعمار مسجد \"الأجيال\" الشهير بجوار البحر ببوردوب، وكذلك جمعيتَه الأخرى لحماية البيئه \"آبتِكى إسطنبول\". كانت تلكم الخطوات الاولية نحو إعادة الاعتبار للشأن الإسلامي وسط مجتمع مدني محافظ نسبياً تجاه هوياته الدينية الأصلانيه خاصة وأن تركيا دولة عضوة رسميه لمنظمة شانغهاي الأمنيه والتي تجمع دول آسيا الوسطى والصين وكازاخستان وأوزبكستان وغيرهن وهذه المنظمات تروج لنشر الفكر المناوئ للغرب أمريكي السرطان العالمي وخصمه الأول تركيا المثابر لها وللدولة الاسلاميه الموحدة حديثاً كما دعاهم زعيم آخر وهو محمد عدنان الصدر الزنجاري بزعامته لمجلس شورى العراقيين الذبن هم أعضاء الكتل البرلمانية العراقيه المتحده أيضا داخل مجلس النواب العراقي نفسه... إلخ... إلي هنا يصلنا السياق السابق الذي يستعرض لنا سيناريوهات مختلفة حول كيفية التعامل الإسلام