- صاحب المنشور: ريما الشريف
ملخص النقاش:
تهدف هذه المقالة إلى استعراض التأثير المتوقع للذكاء الاصطناعي (AI) على قطاع التعليم. يمر التعليم بتحول كبير بسبب التقنيات الجديدة التي تقدمها تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، مما يؤدي إلى خلق فرص جديدة ومواجهة تحديات غير مسبوقة. سنستعرض كيف يمكن لهذه التكنولوجيا تحسين تجربة التعلم وكيف أنها قد تغير دور المعلمين والمتعلمين. بالإضافة إلى ذلك، سنتوقف عند أهم القضايا الأخلاقية والأمنية المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي في بيئة تعليمية حساسة مثل خصوصية البيانات وأمان المعلومات.
في العقود الأخيرة، شهد العالم تطورًا هائلًا في مجال الذكاء الاصطناعي، وهو أمر له آثار متعددة القطاعات بما في ذلك التعليم. تُظهر الدراسات مدى فعالية استخدام الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي في تخصيص عملية التعلم بناءً على مستوى الفهم الفردي للمتعلمين (1). توفر أدوات الذكاء الاصطناعي القدرة على تقديم تعليقات فورية ومفصلة، مما يعزز فهم الطلاب والاستيعاب لديهم. مثلاً، يمكن لأدوات تصحيح الأخطاء اللغوية الآلية أو "Grammarly" المساعدة في تحسين مهارات اللغة المكتوبة لدى الشباب، بينما يستخدم برنامج "Khan Academy Kids" لعبة ذكاء اصطناعى تساعد الأطفال الصغار فى تطوير المهارات الحسابية الأساسية (2).
بالإضافة إلى هذا الارتقاء بمستوى المحتوى التعليمى، فإن تقنية الذكاء الإصطناعى لها أيضًا القدرة على تغيير دور المعلمين والمدرسين. مع وجود المزيد من المواد التعليمية التي يتم إنتاجها بواسطة الذكاء الاصطناعي، يمكن للمعلمين التركيز أكثر على جوانب أخرى من العملية التعليمية مثل توجيه الطلبة وإدارة الصفوف واستثمار الوقت الكافي لمناقشة المواضيع الأكثر تعقيدا والتي تتطلب تفكيراً ناقداً - وهي المجالات التي يستطيع الإنسان القيام بها أفضل بكثير مقارنة بالأجهزة العادية حتى الآن. وهناك مثال يُذكر هنا هو مشروع "Tutoring Assistant" الذي طورته جامعة كاليفورنيا بإيرفين؛ حيث يعمل المشروع كمساعد شخصي لمعلمات رياض الأطفال لتوفير الدعم والمشورة أثناء تواصلهن اليومى مع طلابهن(3).
إلا أنه رغم جميع تلك الفرص الثمينة، يتعين علينا مواجهة بعض التحديات أيضاً. إن حماية بيانات المستخدم والتأكيد على نزاهتها يعد أحد أهم المخاوف الرئيسية. فقد تسربت معلومات شخصية كثيرة عبر الإنترنت مؤخراً مما يشكل تهديداً للأطفال الذين غالبا ما يكونون مستهدفين بالمحتويات الضارة بدون رقابة مناسبة. كما ينبغي النظر فيما إذا كانت هناك حاجة لإعادة هيكلة المناهج الدراسية التقليدية لاستيعاب طرق تعلم جديدة ومتنوعة استنادًا إلى نطاق واسع من خوارزميات الذكاء الاصطناعي. علاوة على ذلك، يبقى الحل الأمثل للنزاعات الخاصة بحقوق الملكية الفكرية حول البرمجيات والمعاهدات القانونية المؤثرة عليها. فهذه القضايا كلها تحتاج حلول قانونية وعادلة لحمايتها وتحقيق العدالة بين كافة الأطراف ذات المصلحة.
إن التحول نحو عصر الذكاء الاصطناعي سيغير شكل النظام التعليمي الحالي جذرياً. سواء أكانت هذه التغيرات ايجابية أم سلبية، فهي ستكون مصاحبة باستمرار للتأثيرات الجانبية الجليّة بالفعل حالياً وذلك عبر ظهور العديد من المنصات التعليمية والتطبيقات الرائدة التي تعتمد أساساتها على الذكاء الاصطناعى وقد أثبتت فعاليتها الواضحة فى تحقيق نتائج تشجع أغلب المؤسسات العالمية لتوظيف مزيد منها فى دعم جهود التدريس والتعلم داخل وخارج حدود الفصل الدراسى التقليدي.
المراجع:
- CK-12 Foundation, 2020. Adaptive Learning in EdTech: A Case Study of CK-1