#تحليلعسكري #الاقتحامالبري
? أولا:
إذا لم تقتحم إسرائيل غزة فجميع الخيارات الأخرى تعني الهزيمة المذلة لها وانتصار القسام، لسبب بسيط وهو أنه من المستحيل إستعادة معادلة الردع لما كانت عليه قبل 7 أكتوبر إلا بالقضاء التام على حكم حماس في غزة، وهذا لأسباب يطول شرحها أهمها عدد العسكريين الإسرائيليين القتلى والأسرى بيد القسام، وأهم من ذلك الحالة النفسية الجديدة للقيادة العسكرية للقسام والتي تمكنت من (غزو) العمق الإسرائيلي وقتل وأسر المئات، وهذا يعني إمكانية تكرار العمل وتطويره لاحقا، لذلك فإسرائيل اليوم أمام خيارين: إما القبول بالهزيمة المذلة أو الهجوم البري ومحاولة خوض هذا البحر الهائج متلاطم الأمواج للوصول إلى ما تراه بر الأمان، وعلى هذا فالقرار الإسرائيلي بالاقتحام البري ليس ضربا من الشجاعة ولا قرارا تم اتخاذه لسهولة وإمكانية تطبيقه، إنما تم اتخاذه كما تقول العرب (مكره أخاك لا بطل).
? ثانيا:
الاقتحام البري متعذر من دون إفراغ المنطقة من سكانها، ولذا فإسرائيل مجبرة أيضا على الاستمرار بقصف المدنيين لدفعهم نحو الجنوب واقتحام شمال غزة كخطوة أولية، وقد أعطاها الغرب الضوء الأخضر لما تريد من مجازر لتحقيق هذا الهدف.
? ثالثا:
محور المقاومة عموما وحزب الله اللبناني خصوصا سيكون على المحك مع بداية الاقتحام البري، فإما أن يثبت صدق شعاراته التي عمل على بثها على مدار سنوات ويدخل الحرب لتخفيف الضغط عن حليفته حماس أو أنه سيسقط شعبيا سقوطا مدويا حتى لدى شريحة كبيرة من طائفته.
? رابعا:
في حال قرر حزب الله الدخول في الحرب فهذا هو الباب الذي يفصل الشرق الأوسط عن الجحيم الذي سيفتح في المنطقة، إذا بدأت إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية بقصف الشيعة في جنوب لبنان، ستتحرك الفصائل الشيعية في سوريا والعراق لضرب المصالح الأمريكية، وستكون بمثابة بداية حرب بالوكالة بين إيران من جهة وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية من جهة أخرى، وقد تتطور لاحقا بدخول روسيا على الخط وذلك بدعم إيران وميليشياتها في سوريا، وهذا سيناريو خطير يحاول الجميع تجنبه والقرار والخيار بيد طهران، إما أن تتخلى عن حماس وكثير من شعبيتها وتتخلى عن مبدأ (وحدة الساحات) في أول امتحان حقيقي أو أن تدخل الحرب مرغمة وتشتعل المنطقة.