تأثير التكنولوجيا على المجتمعات التقليدية: تحديات الحفاظ على الهوية والتماسك

تُعدّ التكنولوجيا محركًا رئيسيًا للتغيير الاجتماعي العالمي، حيث تغزو العالم بمعدلات متسارعة في القرن الحادي والعشرين. ففي حين تقدم العديد من الفوائ

  • صاحب المنشور: إيهاب بوزيان

    ملخص النقاش:

    تُعدّ التكنولوجيا محركًا رئيسيًا للتغيير الاجتماعي العالمي، حيث تغزو العالم بمعدلات متسارعة في القرن الحادي والعشرين. ففي حين تقدم العديد من الفوائد مثل الوصول إلى المعلومات والمعرفة وتحسين وسائل الاتصال وتسهيل الأعمال التجارية، إلا أنها تفرض أيضًا تحديات كبيرة على المجتمعات التقليدية التي تعيش بطرق وأسلوب حياة مختلفين تمامًا.

إن إحدى أكبر هذه التحديات تتمثل فيما يسمى بعولمة الثقافة وفقدان هويتها وقيمها الأصيلة. فعندما تتفاعل مجتمعات تقليدية مع الإنترنت والتطبيقات الرقمية الأخرى، فإنها تواجه خطر تضارب معتقداتها وعاداتها وممارساتها اليومية مع القيم الغربية الواسعة الانتشار عبر شبكة الإنترنت العالمية. قد يؤدي هذا الازدواجية الثقافية إلى حالة من الارتباك وهزيمة قناعات الأفراد والمجتمع ككل بشأن هويتهم وما يمثله دينهم أو ثقافتهم أو تراثهم العريق لهم ولأجيال المستقبل.

الحفاظ على تماسك الأسرة والمجتمع

تأثير وسائل التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية والدراما الدرامية وغيرها كثير مما تقدمه لنا التكنولوجيا الحديثة يمكن أن يخلق شعورًا بالمعزل الداخلي والخارجي لدى أفراد الأسر والجماعات الاجتماعية الصغيرة والكبيرة داخل نطاق الجغرافيا المحلية الواحدة. فقد تصبح اهتمامات الأطفال والشباب مختلفة جذريا عمّا كانت عليه قبل ظهور الثورة الرقمية؛ فتجد أمهات وزوجات ينشغلن برعاية أبنائهن وبناتهن أمام شاشة الهاتف الذكي أكثر منهن بقضاء وقت تفاهم حقيقي وجلسات عائلية مفيدة تجمع الفرقاء ويستعيدوا خلالها روابط وصلات الروابط الاسرية القديمة المتينة.

علاوة على ذلك، فإن انتشار المنصات الإعلامية والفنية والتي غالبًا ما يتم إنتاج محتواها خارج السياق التاريخي والحضاري للمجتمع العربي والإسلامي، تساهم أيضًا بنسبة غير قليلة باتجاه تشكيل الصورة الذاتيه للأبناء وحتى الآباء الذين ربما لم يتعودوا التعامل مباشرة مع تلك الوسائط الجديدة عليهم أصلاً!

دور المؤسسات التعليمية والثقافية

من الضروري جدًا القيام بخطوات استباقية لتوجيه جهود جماعية مشتركة بين الوزارات المعنية بشؤون الشباب والتعليم والثقافة لحماية حقوق المواطنين حقهم المشروع بالحصول علي معلومات موثوق بها بالإضافة الي ايجاد حلول مناسبة لاعادة تأهيل نفسها ل مواجهة الموجة المتدفقة باستمرار للحلول التقنية المختلفة مدى الحياة بلا انقطاع.

يمكن لهذا النهج المتنوع أن يشمل تطوير المناهج الدراسية للإعداد للقرن الحالي وتعزيز القدرات اللغوية لدى الطلاب واسفار علميه مكثفه لفئات محددة لمن لديهم مهارات خاصه وايضا تنظيم دورات تدريبية للعاملين بهذه القطاعات الخدميه ذات الصله بتلك الحقائق الواقعيه الجديده المفتوحة امام الجميع بدون أي تميز.

وفي النهاية يبقى خيار اعتماد نهج وسطي ومتوازن هو الخيار الأنسب لتحقيق الانسجام بين احتياجات المجتمع الحديث واستحضار روح التقاليد والثوابت الراسخة لدينا جميعًا كمكون اساسي لكل بلد مسلم يحترم تاريخ اجدادو ويتمسك بثوابث دينه المقدسة.


بن عيسى الدرويش

6 مدونة المشاركات

التعليقات