#ثريد [الإخلاص؛ سبيل النجاة..]
هذا الأمر الذي بدأنا دُنيانا به، وأشهدنا الله عليه، والذي إستثناه إبليس مِن قائمة الإضلال والإحتناك، وهو الذي أرسل اللهُ الرسل للتذكير به وأنزل الذِكر والكتاب بالحق لأجلِه وله سورةٌ بإسمه، لِنعيده يوم التلاقي حامليه دون إفساده، كما نُعيد أي أمانة..
قال الله: ﴿قُل أَمَرَ رَبِّی بِٱلقِسطِ وأَقِیمُوا وُجُوهَكُم عِندَ كُلِّ مَسجِدࣲ ((وٱدعُوهُ مُخلِصِینَ لَهُ ٱلدِّینَۚ كَمَا بَدَأَكُم تَعُودُون))﴾ [الأعراف٢٩]
أمرنا ربُّنا الواحد الأحد أن ندعوه مُخلصين، ونعبده مُخلصِين، فما هو الإخلاص؟ وكيف نكون مُخلصِين؟ وما هو جزاء هؤلاء؟..
-- لو نظرنا لقول ربِّنا في كلمات الإخلاص، لوجدنا أنها تصبُّ في مجرى واحد لا يُخالطه شيء، وهو أن يكون كل شيء لله وحده خالصًا له مِن دون أي شركاء ولآ أولاد ولآ أنداد ولآ أولياء ولآ أهواء، فأنت وأنا وكلُّنا بكُل ما فينا وكل أمرنا لله، هو الله ونحن عبيدهُ وحدهُ، ولننظر في كلماته؛
قال الله: ﴿وإنَّ لكُم فِی ٱلأَنعَـٰمِ لَعِبرَةࣰ ((نُّسقِیكُم مِّمَّا فِی بُطُونِهِۦ مِن بینِ فَرثࣲ ودَمࣲ لَّبَنًا خَالِصࣰا سَاۤىِٕغࣰا لِّلشَّـٰرِبِین))﴾ [النحل٦٦]
هل ترى اللبن يخرج معه شرابٌ آخر؟ أو يُخالطه ويمتزج معه؟! أم يخرجُ وحده فقط مِن بين فرث ودم؟ وكلّها في ذات البطن..
قال الله: ﴿وقَالُوا مَا فِی بُطُونِ هَـٰذِهِ ٱلأَنعَـٰمِ خَالِصَةࣱ لِّذُكُورِنَا ومُحَرَّمٌ علىٰۤ أَزوَ ٰجِنَا وإن یَكُن مَّیتَةࣰ فَهُم فیهِ شُرَكَاۤءُ سَیَجزِیهِم وَصفَهُم إنَّهُۥ حَكِیمٌ عَلِیمࣱ﴾ [الأنعام١٣٩]
وهذه واضحة؛ أن ما في بطونها للذكور فقط، كلُّه لهم وحدهم بزعمهم..