- صاحب المنشور: البلغيتي الطاهري
ملخص النقاش:
تعتبر قضية التوازن بين حماية البيئة وتحقيق النمو الاقتصادي إحدى أهم القضايا الملحة التي تواجه المجتمع العالمي المعاصر. حيث يشهد العالم تحولات هائلة مع تزايد الأنشطة البشرية والتوسع الصناعي الذي يؤدي إلى تغييرات بيئية خطيرة مثل الاحتباس الحراري وتلوث الهواء والمياه وفقدان التنوع البيولوجي. وفي الوقت نفسه، يستمر الطلب المتنامي على المنتجات والخدمات ليتطلب نموا اقتصاديا مستداما لتحسين ظروف المعيشة والحصول على فرص عمل جديدة. ويبرز هذا التوتر بين ضرورة حفظ كوكبنا واستدامته مقابل تحقيق الرخاء الاقتصادي كأولوية قصوى لمستقبل الجنس البشري خلال الفترة الراهنة.
فيما يلي نظرة عامة مفصلة حول هذه المسألة:
- التبعات البيئية للتنمية الاقتصادية: ينتج عن الزيادة في الإنتاج والاستهلاك كميات كبيرة من النفايات الضارة وانبعاثات الغازات الدفيئة والتي تؤثر بشدة على النظام الإيكولوجي للأرض. كما يتسبب الاستغلال غير المسؤول للموارد الطبيعية وبناء المشاريع الكبيرة بتدمير الموائل الطبيعية لعدد كبير من الأنواع النباتية والحيوانية مما يقوض استقرار الحياة البرية. بالإضافة لما سبق فإن ارتفاع درجة حرارة الأرض ناتج بالأساس عن زيادة انبعاث ثاني أكسيد الكربون ومجموعة أخرى من الغازات الأخرى المنطلقة أثناء عمليات التصنيع المختلفة وأعمال نقل الطاقة. وهذا بدوره يساهم بإذابة جليد القطبين الشمالي والأقاليم القطبية الجنوبية وإحداث تغيرات بارزة فيما يخص مستوى البحار وصعود المد والجزر وهو حدث معروف ببداية عصر جديد ذو خصائص غير مسبوقة يسمى "العصر الحالي".
- الاستدامة البيئية باعتبارها ركيزة أساسية للاقتصاد الأخضر: يلعب دور الاستخدام الفعال للموارد الطبيعية دوراً محورياً في تعزيز السياسات المستدامة فضلاً عن دعم جهود الحد من الانبعاثات المضرة بالبيئة. ويمكن تصور نظام إنتاج مستدام أكثر فعالية إن تم دمج تقنيات مبتكرة وخضراء موفرة لتكاليف تشغيل أقل ولآثار اقل ضرراً بالمحيط الحيوي الذي نعيش فيه. ومن الأمثلة الواقعية لذلك اعتماد الطاقة المتجددة نسبيا مثل طاقة الرياح والشمس كمصادر رئيسة لإمدادات الكهربائية عوضاً عن الاعتماد التقليدي على الوقود الأحفوري والذي يعد مصدرا أساسيا لوثائق الهواء وانتشار أمراض الجهاز التنفسي الخطيرة خاصة لدى الأطفال وكبار السن ممن يعانون أصلا بمشاكل صحية مزمنة ذات صلة بأمراض القلب والدورة الدموية وغيرهما الكثير منها. علاوةعلى ذلك يمكن لأصحاب الأعمال التجارية تنفيذ إجراءات داخل شركاتهم تسهم بخفض بصمتها الكربونية وذلك عبر إعادة تدوير المواد الأولية وجمع مياه الامطار للاستخدام لاحقا وبعد تطهيرها بمواد آمنة لتحويلها لجودة مناسبة للشرب والإستهلاك اليومي المختلف سواء كان لغرض ري الأشجار والخضروات أو حتى أغراض تنظيف المنازل الحديثة العملاقة والسكن العائلي كذلك. ولا يغيب جانب آخر مهم يتمثل بالحفاظ على ترشيح المياه الأساسية باستخدام معدات متطورة تعمل بطرق علمية مدروسة بهدف ضمان خلو مياه الشرب وشرب المواشي أيضا من أي مواد سامة تضر بها وقد تتسبب بالإصابة بالأوبئة الفتاكة المعدية كالقولون والكبد الفيروسية وغيرهما الكثير مما بات يشكل مصدر قلق كبير لمنظمات الصحة العالمية آنذاك وعند الحديث حديث الساعة الآن أيضا بقدر أكبر بكثير