- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
تتزايد التأثيرات الكبرى للذكاء الاصطناعي AI على عالم الشغل والتوظيف في الوقت الحاضر بوتيرة متسارعة. هذا التطور التكنولوجي الواعد يثبت أنه قوة تحويلية تستهدف جميع القطاعات تقريباً، بتقديم حلول مبتكرة وأتمتة العمليات التي كانت تتطلب سابقا تدخل بشري مباشر. لكن كيف يمكن لهذا الابتكار المتألق أن يؤثر بالفعل في السوق العاملة؟ وما هي المشكلات والتحديات المرتبطة بذلك؟
من جانبها الإيجابية، يستطيع الذكاء الاصطناعي تسريع وتسهيل العديد من الأعمال الروتينية أو المجهدة أو حتى الخطرة للموظفين البشريين مما يتيح لهم التركيز أكثر على الجوانب الأكثر تعقيدا والإبداعية لمهنتهم مع زيادة إنتاجيتها وكفاءتها العامة. فعلى سبيل المثال، تعمل بعض شركات الخدمات المصرفية الآن باستخدام روبوتات الدردشة المدعمة بالذكاء الاصطناعي والتي تقوم باستجابة الاستفسارات الأساسية وإتمام المعاملات المالية ذات المناورة الأقل مقارنة بالأجهزة البشرية. وبالمثل، فإن استخدام الآلات التعلم الآلي قد سهلت عملية توقع وتحليل البيانات المالية لتوفير رؤى قيمة للمستثمرين وصانعي القرار داخل المؤسسات.
لكن هناك وجه آخر لهذه القصة أيضا؛ حيث يعاني الكثير من العمال اليوم بسبب فقدان وظائفهم نتيجة لانخفاض الطلب عليها بسبب اعتماد المنظمات المختلفة على التقنيات المحوسبة مثلما حدث مؤخراً في قطاع الصناعة التحويلية وجزء كبير من قطاعي الرعاية الصحية والإعلام. ويخشى البعض أيضًا احتمال حدوث دورة جديدة مشابهة لما شهدته الثورة الصناعية الأولى والثانية عندما تم استبدال عمال الزراعة والحرفيين اليدويين بأدوات وآليات آلية آنذاك. فهل سيجبر الذكاء الاصطناعي المزيد منهم على تغيير مهنة حياته مرة أخرى أم سيجد طرقاً جديدة لدمجه ضمن سير العمليات الجديدة بطرق تضمن مصالح الجميع بشكل أفضل؟!
ويتم حاليا بحث هذه الأمور بقوة عبر المؤتمرات العلمية والمناقشات السياسية حول العالم بهدف فهم التداعيات المحتملة واتخاذ خطوات مستقبلية مناسبة تجاه تطوير سياسات قابلة للتطبيق لحماية حقوق الأفراد وضمان مستقبل ثابت لهم وسط هذا البحر المتلاطم من التغيرات العالمية المستمرة نحو الاعتماد الأكبر والأكثر اتساعًا للذكاء الاصطناعي كجزء رئيسي سواء كان ذلك فيما يتعلق بسوق العمل الحالية أم حتّى بالمستقبليات الاقتصادية الأخرى المقترحة.