- صاحب المنشور: عفاف المهدي
ملخص النقاش:
يشكل اضطراب ثنائي القطب تحديًا مؤرقًا للعديد من الأفراد حول العالم. يتميز هذا الاضطراب السلوكي العاطفي بطفرة حادة بين تقلبات مزاجية متضاربة - فترات من الهوس والاكتئاب الشديد. يهدف هذا المقال إلى توضيح ملامح اضطراب ثنائي القطب عبر تقييم الأعراض الرئيسية، جوانب التشخيص الحديثة، وأسلوب إدارة الحالة الفعال.
**التشخيص: تمييز اضطراب ثنائي القطب عن باقي الاعتلالات النفسية**
لتشخيص اضطراب ثنائي القطب بشكل صحيح، نحتاج لفهم مراحل المرض المتباينة. حالياً، يصنف DSM-V حالات ثنائية القطب بناء على شدتها ومراحل حدوثها:
- ثنائي قطب نوع I: يتضمن دورة واضحة للهوس أو حالة هوس مختلطة ذات أعراض مستمرة لسبعة أيام على الأقل. قد تتخللها أيضًا نوبات اكتئاب ثانوية تمتد لمدة موسم واحد كحد أدنى.
- ثنائي قطب نوع II: يشمل مرحلة هيبيروفيا - هوامش تحت الهوس - والتي تستمر مدّة يومين فأكثر لكن بلا حاجة لإدخال المصاب إلى المستشفى. بالإضافة إلى ذلك، يعاني الشخص أيضاً لنوبات وجيزة للأكتئاب تستغرق زمنًا طويلًا نسبياً مقارنة بنوع I حيث يصل طول الواحدة منهما شهرًا كاملاً.
- **الهوس المشوب بالأوهام وغيرها من الصفات الضرورية لتحديد المرحلة\": تشمل هذه المجموعة أحداثاً شاذة كالاعتقاد بأن المرء شخص بارز جدًا ولا يمكن لأحد آخر منافستَه فيما يقوم به مما يؤدي بحالة "الإفراط" تلك! كذلك الأمر بالنسبة للحالات التي تأخذ منحنى اهتمامٍ جنوني نحو أمرِ بعينه مثل شراء أشياء غالية الثمن وبكميات هائلة بدون تفكير عميق بشأن آثار ذلك عليه وعلى محيط أفراد عائلته المقربون والمحيطون به سواء كانوا قريبون أم بعيدون عنه نسبياً .
- **النقص الحاد للميل للمرح والكآبة مع وجود تاريخ سابق للإصابة بالنفسانية : تؤكد اللجنة العلمية أن بعض الأشخاص الذين لم يشخصوا سابقًا بـ«الثنائي» إلا أنه لديهم ميولٌ تجاههما؛ لذلك صنفت منظمة الصحة العالمية هذه الصورة ضمن تصنيفاتها الخاصة بأمراض الذهن وهي الأكثر شيوعُا وانتشارا وسط المجتمع عامة .
إن عملية التمييز الدقيق لحالة ثنائية القطب ليست مجرد مسألة صحية نفسية بحتة بل لها انعكاساته التطبيقية العملية أيضا فقد يؤثر عدم تحديد وضع الخلل العقلي لدى المريض بصورة أدق وبتأنٍ كافٍ على رصد وتطبيق خطط علاجية مناسبة وقد تطول فترة العلاج المباشر لهذا الوضع النفسي غير المحسوب حساباته تماما وهو ما يتطلب إذن دراسة شاملة وعلمية دقيقة لكل حالة بذاتها قبل البدء باتخاذ قرار نهائي بتقديم وصفة طبّية خاصة ترقى بمستوى جودة الرعاية الطبية المقدومة لصاحبها المستحق لها حقّا .
---
**الأعراض**: **نطاق واسع ومتنوع من الانفعالات**
تتفاوت علامات المرض اختلاف كبير حسب شكل وما يستجد من تغييرات آنية بالحاضر الاجتماعي العام للشخص المصاب بها وذلك نتيجة عوامل مختلفة منها مثلا مدى سرعة انتشار العدوى داخل المنطقة الجغرافية المعنية ومدى تعرض المواطنين هناك لانقطاع الخدمات الحكومية الأساسية وعدم توافر فرص العمل المناسبة والحماية القانونية الكافية لهم أثناء مواجهتهم لهذه الظروف القاهرة والمعاكس لها ثم يأتي دور عامل الوراثة عامل مهم للغاية هنا لأنه يحمل نسبة عالية التأثير السلبي المحتملة حين تضطر مجموعة ممن يعانون أصلا من خلل عقلي وراثي لعيش ظروف مشابهة لما مر به آباؤهم بذلك فإن احتمالية انتقال تلك الامراض ستكون أقوى بكثير ولكن تبقى لاحظية دائماً لأن الأمور البيئية المؤقتة قادرة وحدها بأن تسبب اضطرابات عصبية متعلقة بالمزاج حتى وإن كانت أقل وطأة ولكن تأثيرُها يبقى قائما ويظهر واضح المضمون فعندما نشاهد أحدهم الآن يفوق بشدة قدرته المعتاده بالسلوك الطبيعي عند القيام بجهد عضوي بسيط فإنه ليس مجرّد إفراط في الطاقة الخاملة داخله ولكنه جزءٌ أساسى من مراحل متلاحقه للح