- صاحب المنشور: رجاء القاسمي
ملخص النقاش:
في العصر الحديث الذي نعيش فيه اليوم، أصبح استخدام الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي جزءاً رئيسياً من حياة العديد من الناس. ولكن هل هذا الاستخدام المكثف له آثار صحية نفسية؟ تشير الأبحاث الحديثة إلى وجود علاقة بين زيادة الوقت المستغرق أمام الشاشات والمشكلات الصحية النفسية مثل القلق، الاكتئاب، وتفكك العلاقات الشخصية.
أولاً، يدفعنا الانغماس الزائد في وسائل التواصل الاجتماعي نحو مقارنات غير صحية مع الآخرين. ففي عالم يظهر فيه الجميع أفضل لحظاتهم وأكثرها روعة، قد يشعر المستخدمون بأن حياتهم غير كافية أو أقل قيمة بالمقارنة. هذه المقارنات الدائمة يمكن أن تؤدي إلى الشعور بالدونية وانعدام الثقة بالنفس، مما يساهم في ظهور حالات الاكتئاب. بالإضافة إلى ذلك، يُظهر البحث أن التعرض المتكرر للمحتوى السلبي عبر المنصات الاجتماعية - سواء كان الأخبار المحزنة أو الرسائل المسيئة - يمكن أن يؤثر سلباً على الصحة العقلية للمستخدم.
ثانياً، تقطع وسائل التواصل الاجتماعي الاتصال الفعلي بالأصدقاء والعائلة. حيث تستبدل التفاعلات الافتراضية بالتواصل الحقيقي، وقد يتسبب هذا في الشعور بالعزلة الاجتماعية حتى عندما يبدو الشخص متصلاً بعالم واسع. كما يمكن لهذه الوسائط أن تشتت الانتباه أثناء محادثات وجهاً لوجه، مما يشجع على عدم الرغبة في استثمار الجهد اللازم لتكوين علاقات عميقة ومستدامة.
وأخيراً، يعتبر النوم أحد أهم الأعضاء التي تتضرر بسبب الاعتماد الكبير على الهواتف الذكية والأجهزة الإلكترونية الأخرى. فالاستخدام المنتظم للمنصات قبل الخلود للنوم يعيق إنتاج هرمون الميلاتونين، المسؤول عن تنظيم دورة نوم الجسم، ويؤدي بذلك إلى اضطراب دورات الساعة البيولوجية للشخص. وهذا بدوره يقود إلى مشاكل مثل الاكتئاب وصعوبات التركيز والإرهاق خلال النهار.
وفي حين توفر وسائل التواصل الاجتماعي الكثير من الفرص الإيجابية مثل توسيع دائرة المعارف والحصول على معلومات هامة، إلا أنه من الضروري أيضاً الاعتراف بأضرارها المحتملة وضبط مستوى تعاطينا معها بحذر للحفاظ على صحتنا النفسية.