• صاحب المنشور: عبد الله بن زروال
  
  ملخص النقاش:
  

  مع الثورة الصناعية الرابعة التي شهدها العالم، دخلت التقنيات المتطورة إلى كل زاوية من حياتنا اليومية. بينما تقدم هذه الابتكارات العديد من الفوائد وتحسن كفاءتنا وكفاءة الأعمال، فإن لها أيضا جانب مظلم يتعلق بصحة الكوكب. تؤثر التكنولوجيات الحديثة بشكل كبير على البيئة بطرق متعددة ومتغيرة باستمرار. هذا المقال يهدف لاستكشاف هذه التأثيرات المعقدة وأهميتها المحتملة لمستقبل أكثر استدامة.

التبعات السلبية للتكنولوجيا

يعني الانتشار الواسع للمنتجات الإلكترونية مثل الهواتف الذكية والحواسيب والمركبات الكهربائية زيادة كبيرة في إنتاج وتدمير المواد الخام والموارد الطبيعية. تعد عمليات التصنيع والمعالجة لهذه الأجهزة مكلفة بيئيا بسبب انبعاثاتها الضخمة للملوثات واستخدامها للعناصر الأرضية النادرة والتي غالبا ما تستخرج تحت ظروف غير صحية وغير قانونية. بالإضافة لذلك، تتطلب دورة حياة المنتجات الإلكترونية كميات هائلة من الطاقة لتشغيل وتدريب وصيانة البنية التحتية المرتبطة بها. كما أنه عندما يصل عمر منتج معين للنهاية، ينتقل جزءا كبيراً منه مباشرة لإمدادات المخلفات الخطرة مما يشكل خطر خطير على الصحة العامة واستقرار النظام البيئي.

التبعات الإيجابية للتكنولوجيا

وبالرغم من ذلك، قد توفر نفس التقنيات الحلول اللازمة لتحقيق نمو اقتصادي بدون تآكل موارد طبيعية أو انبعاث مزيداً من الغازات الدفيئة. يمكن بالفعل استخدام الحوسبة الكموية الكبرى لدعم البحث العلمي لوضع بدائل خضراء شاملة ضمن مجالات متنوعة كالزراعة والنقل والتوزيع والتجهيز والصناعة التحويلية. مثلا، تم تطوير نماذج حاسوبيه دقيقة للغاية تساعد مصممي المباني على تقليل تأثير بناء المشروع الجديد على المحيط الحيوي وذلك عبر تصميم أبنية ذات طاقة نسبتها صفر حسب المواصفات المعتمدة عالمياً (Passive House).

نحو المستقبل الأكثر استدامة باستخدام تكنولوجيا جديدة

إن مسؤوليتنا الجماعية تكمن في وضع سياسات وإنشاء قوانين تحترم حقوق الإنسانية والحيوان والثروة الطبيعية أثناء تعميم استخدام وسائل الاتصال الرقمية وخلق مجتمع معلومات شامل لكل أفراد المجتمع العالمي بلا فرز بين ضعيف وقوي طبقاً لما هو محدد بمقررات جلستا الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم ١٨٨٦ و١٩٥٧ لسنة ٢٠٠٢ بشأن الحقوق الثقافية والإنسان والعلاقات الدولية.

لابد لنا الآن أن نتمسك بقيم العدالة الاجتماعية والمسؤولية البيئية بحزم وبذكاء كي نوازن حاجتنا للمضي قدماً نحو ازدهار مبتكر ومنصف وفي الوقت نفسه نحافظ للحاضر والأجيال القادمة على أرض خصيبة نظيفة وآمنة لعيش كريمة وبناء حضاري مزهر يحفظ لأوطاننا ربوع أخضر جميل تسوده المحبة والاستقرار المنشود بإمكان الله عزوجل ثم بعزم قادة الدول والشعب المؤ