- صاحب المنشور: أفنان الزرهوني
ملخص النقاش:
في تطور مثير ضمن عالم الأحافير والملاحة الفلكية القديمة، عثرت مجموعة بحث دولي مؤخراً على دليل علمي جديد قد يحل أحد أكبر ألغاز الكون الذي عاش قبل ملايين السنين؛ وهو معرفة كيفية تحرك وتواجد الديناصورات عبر القارات. هذه الاكتشافات التي نشرتها مجلة "نيتشر"، تعتبر نقلة نوعية في فهمنا لتاريخ الحياة الأرضية.
استخدم فريق البحث تقنية متطورة تُعرف باسم التحليل الجيوكيميائي للأرضيات البحرية. حيث قام العلماء بتحديد نسب العناصر مثل الأوزميوم والرينيوم والكوبالت الموجودة في رواسب محيطية عمرها أكثر من ١٦٥ مليون سنة - وهي فترة زمنية تصادف نهاية عصر الترياسيك وبداية الحقبة الجوراسية عندما كانت الديناصورات تزدهر.
الأمر الأكثر أهمية هنا هو ارتباط تركيب تلك الرواسب مع الحركات التصحيحية للمجال المغناطيسي للأرض خلال نفس الفترة الزمنية. يشرح الدكتور جون سميث، قائد الدراسة: "إن المجال المغناطيسي للأرض يتغير باستمرار ولكن بمعدلات بطيئة للغاية بحيث يمكن رصد هذه التغيرات بسهولة عبر التحقيق بالأحفوريات". يضيف أيضاً: "لكن عند مقارنة البيانات التي نجمعها الآن مع نموذج حركة الصفائح التقليدي فإننا نرى توافقاً واضحًا حول مكان وجود الديناصورات بناءً على موقع تلك الرواسب."
تعني نتائج هذا البحث أنه لأول مرة لدينا طريقة موثوق بها لتتبع مواقع ظهور وانتشار أنواع مختلفة من الديناصورات عبر مساحات شاسعة وممتدة عبر قارات عدة. كما يساعد أيضاً في فهم أفضل لكيفية تأثير الظروف البيئية المتغيرة والتفاعلات بين الأنواع المختلفة عليها وعلى بيئاتها الطبيعية.
ويعتبر المشروع جزءا أساسيا من مشروع موسوعي أوسع يُطلق عليه اسم "Project Deciphering Dinosaur Migration" أو مشروع فك تشفير هجرة الديناصورات والذي يسعى لفهم التاريخ الطويل لهجرة الحيوانات الضخمة منذ بداية تكوينها حتى انقراضها المفاجئ بعد اصطدام كويكب كبير بالأرض. يقول المؤلف الرئيسي للدراسة، البروفيسور مارك لاندري: "هذه خطوة هائلة نحو تحقيق هدفنا النهائي؛ وهو إعادة رسم خريطة تاريخ الحياة وعالمنا المعقد ككل."