- صاحب المنشور: مها الأندلسي
ملخص النقاش:
في السنوات الأخيرة، شهدت تقنية الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي تطوراً هائلاً على المستوى العالمي. إلا أن هذا التطور لم يكن متوازياً مع الدول العربية، حيث تواجه هذه الدول مجموعة من التحديات الخاصة التي تعيق انتشار وتطبيق هذه التقنيات. وفيما يلي بعض الأسباب الرئيسية لهذه المشكلة:
**1. محدودية الوصول إلى البيانات ذات الصلة**:
يعتبر الحصول على كمية كبيرة وكافية من البيانات عالية الجودة شرطاً أساسياً لتدريب نماذج تعلم آلي فعّالة. لكن العديد من المؤسسات والشركات العربية غير مستعدة للمشاركة بمجموعاتها الكبيرة من البيانات لأنها تعتبر معلومات سرية أو حساسة. بالإضافة لذلك، غالباً ما تكون البيانات المتاحة عامة وغير مدروسة جيداً بشكل يمنع استخدامها مباشرة في مشاريع البحث والتطوير.
```html
وفقا لدراسة حديثة أجرتها شركة "بيزنس إنسايدر"، أكثر من 79% من الشركات السعودية ترى أن إدارة ونمذجة بياناتهم أمر أساسي لتحقيق مزايا تنافسية.
```
**2. نقص المهارات والمعرفة**:
يتطلب تطبيق تكنولوجيا التعلم الآلي معرفة علم الحاسوب والرياضيات والإحصائيات، وهي مجالات قد لا تتواجد بإتقان لدى الكثيرين داخل المجتمع العربي. تظهر الدراسات أيضاً وجود فجوة جندرية واضحة فيما يتعلق بتمثيل النساء في المناصب العلمية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي.
```html
أرقام مخيبة للآمال
بلغ متوسط النسبة العالمية لعدد الإناث العاملات في مجال البرمجيات حوالي 36٪ حسب دراسة عالمية نشرت عام 2020، مقارنة بنسبة أقل بكثير بلغت نحو 25٪ ضمن المنطقة العربية نفسها بحسب نفس التقرير.
```
**3. القضايا اللغوية والثقافية**:
معظم مجموعات البيانات المستخدمة حاليا تم تدريبها باستخدام اللغات الأوروبية والأنجليزية. بينما تشمل البلدان العربية عدة لهجات مختلفة مما يعوق عملية بناء نماذج ذكاء اصطناعي قادرة على فهم وفك شفرة تلك اللهجات الجديدة والمتنوعة. وكذلك بالنسبة للأمور الثقافية والعادات الاجتماعية الدقيقة والتي تحتاج لفهم عميق للتقاليد والقيم المحلية وذلك لأجل تصميم حلول مناسبة ومتوافقة اجتماعياً وأخلاقياً.
```html
"التعلم الآلي ينبغي له ان يأخذ بعين الاعتبار خصوصيات المجتمعات المختلفة وذلك للحفاظ علي هويتها." - دكتور أحمد عثمان, باحث مصري متخصص بتكنولوجيا المعلومات
```
**4. الاستثمار الحكومي المحدود**:
على الرغم من اعتراف عدد متزايد من الحكومات بقيمة الذكاء الاصطناعي كمحرك للاقتصاد الرقمي وتحسين الخدمات العامة، فإن استثماراتها الحالية لاتزال غير كافية بالمقارنة ببقية دول العالم المتحضر مما يؤدي لإبطاء العملية برمتها ويقلل فرص نجاح جهود التحول نحو مجتمع رقمي قائم علی التكنولوجيات الحديثة مثل التعلم الآلي والحوسبة السحابية وغيرها الكثير.
```html
- في الإمارات العربية المتحدة؛ خصصت الحكومة مليار درهم لقطاع الذكاء الاصطناعي وبناء البنية الأساسية اللا