- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
تشهد البلدان العربية تحولا غير مسبوق نحو التعلم عبر الإنترنت نتيجة للقيود المفروضة بسبب تفشي وباء COVID-19. وقد تباينت تجربة هذه الدول ومستوى استعدادها لهذا التحول الرقمي الكبير، مما يثير تساؤلات حول مدى فاعلية وتأثير التعليم الالكتروني في ظل الظروف الحالية وما يشكله ذلك مستقبلاً على الأنظمة التعليمية التقليدية والمنظومة الأكاديمية عموماً. إذن كيف واجه العالم العربي هذا التحدي؟ وكيف أثرت السياسات الحكومية ونظام البنية التحتية للمعلومات والتكنولوجيا لديكسرات الفئات المجتمعية المختلفة ؟ وهل هناك دروس يمكن الاستفادة منها مستقبلاً لتطوير نماذج تعليم أفضل وأكثر مرونة ؟
تحولت العديد من المؤسسات التعليمية في جميع أنحاء المنطقة إلى عمليات التدريس عبر الانترنت بسرعة كبيرة وفي بعض الأحيان دون خطط مسبقه أو جاهزيه كاملة . فقد اضطرت جامعات مثل الجامعه الامريكيه بالقاهرة وجامعة الملك عبدالعزيز بجدة وفاس بالمغرب وغيرهم الكثير لإيقاف الدوام العادي واستبداله ببرامج افتراضيه معتمدة أساساً علي المناهج المتوفره سابقاً وإن لم تكن مصممه خصيصاً لمنصة رقمية بالكامل . وقد تضمنت تلك المحاولات الأوليه استخدام محركات التواصل الاجتماعي وعمل مجموعات خاصة بها إضافة لاستخدام أدوات الفيديو متعدده المستخدمين كالزووم Webex Microsoft Teams إلخ بالإضافة لبعض المواقع الخاصه بالتواصل وجدولة الدرجات والمذاكره الجماعية . إلا أنه سرعان ما اتضح ان محدوديه هذة الأساليب جعلتهاغير قادرة علي تقديم خبرات تعليم جيد ومتكامل ومغرق تمام المنغمس فيه كما هو الحال عندما يجلس الطلاب داخل صف مليء بالحركة الحيويّة والإثارة المعرفية النابعة من طرح الأفكار وطرح الاسئلة وتبادلها مباشرة مع زملائهم وأساتذتهم .
كان لهذه العملية تأثير متفاوت حسب مستوى الخدمة المقدمة لكل بلد عربي حيث قدم البعض خدمات إنترنت فعالة نسبيا بينما عانت دول أخري بشدة بسبب نقص بنيتها التقنية وعدم القدرة الكافية لدي شبكات الاتصال الخاصة بهم والتي مازالت تعتبر بحاجة ماسة للتحديث والتطور المستمر حتى تتمكن من دعم كم المعلومات الهائل اللازم للنشر الرقمي الواسع نطاقه الحالي والمتوقع زيادة معدلات انتشاره أكثر خلال الفترات القادمة بغض النظر عن انتهاء حالة الإغلاق أم عدمها وذلك نظرًا لما شهدته الفترة الأخيرة من تغييرات جذريه في نوعيه المحتوى المُستخدم والمعروض لدى الجمهور العام الذي أصبح الآن يتوق ويتوقر لان ينتعش ويطلب المزيد من الوسائل الرقميه المتنوعه سواء كانت متعلقة بالألعاب الحره ذات الانتشار الضخم مؤخرآأم بمجالات أخرى متنوعه أيضا كمواقع الأخبار والأعمال التجارية الحديثة التي لجأت هي الأخرى لنفس الطريق لتحافظ علي زخم نشاطاتها وسط هذه الموجة الجديده الغير مسبوقة تاريخياً .
وبينما تتفاوت قدرات كل دولة عضو باتحاد دولة العرب فيما يتعلق بتوفير منافذ رقميّة متاحة ، فإن الأمر ليس مجرد قضية بناء جسوري معلومات ضخامه بل تشمل أيضاً الجانب الثقافي والاجتماعي المرتبط ارتباط مباشر بطبيعتنا الإنسانية والعادات والقيم المنتشرة لدينا والتي تؤثر بشكل كبير على طريقة تقبل واحتضان المجتمع لأسلوب جديد كهذه التجربه الذكية "Online Learning" المعاصرة نسبيًا والذي يبدو بأنه سيصبح جزء أساسي وشائع شيوع النار في الهشيم بين مختلف شرائح مجتمعنا المحلي نظراً لحتميته وحدسه الواضح بقرب فرض نفسه يوماً بعد يوم وسط خضم حداثتنا المتلاحقه بتلك السرعه الخارقه التي لاتقبل التأجيل او التنصل عنها مهما بلغ حجم المصاعب والصعوبات المؤقتة حالياً!