- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
في أعقاب النهضة العلمية الأوروبية، غالباً ما يتم طرح السؤال حول العلاقة بين الدين -وفي هذا السياق نركز على الاسلام- وبين التطورات العلمية الحديثة. فهل يعتبر القرآن الكريم وصايا علمية قادرة على مواجهة الحقائق المعاصرة؟ أو هل يمكن اعتبار وجودهما شيئاً متناقض ومتعارضا تمامًا كما قد يقول البعض ؟
القرآن الكريم يُعدّ الكتاب المقدس للمسلمين وهو مصدرهم الأساسي للإرشاد الديني والمعرفة. ويُؤمن المسلمون بأنه كلام الله المنزل مباشرة إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم بواسطة الوحي جبريل عليه السلام، وليس مجرد كتاب مكتوب بأيدي البشر. وقد ذكر العديد من العلماء المسلمين القدماء والحديثين حقيقة أنها تحتوي على حقائق علمية لم تكن معروفة وقت نزولها ولكن تم تأكيدها لاحقا عبر الدراسات العلمية المتقدمة.
على سبيل المثال، يشمل وصف الآيات القرآنية للكون والفلك والمحيطات والإنسان والحياة الأخرى جوانب علمية مثيرة للاهتمام والتي تتوافق مع الاكتشافات الحالية لدينا. فعلى سبيل المثال، تشير آيات مثل "والشمس تجري لمستقر لها" (يوسف:38) إلى حركة الشمس الثابتة نسبيا بالنسبة للأرض حسب فهمنا الحالي لكيفية عمل نظامنا الشمسي؛ بينما تؤكد الآية "
ومن ناحية أخرى، فإن بعض المفاهيم التي تبدو متضاربة مع وجهات النظر العلمية الحديثة يمكن تفسيرها بطرق مختلفة تتماشى أكثر مع فهمنا الحديث لعلم الأحياء والكيمياء وغير ذلك الكثير. وعلى الرغم من الاختلاف الواضح بشأن تفاصيل هذه الأمور بين مختلف المدارس الفكرية داخل المجتمع الإسلامي نفسه، إلا أنه يوجد اتفاق عام بأن الغاية الأولوية هي البحث عن truth والاستقصاء المطلق للحقائق بغض النظر عما إذا كانت تتوافق ظاهريا مع التعاليم الإسلامية التقليدية أم لا. وهذا الإجماع القائل بعدم وجود تناقضات جوهرية بين العقيدة والتطور المعرفي الإنساني عامل رئيسي يساهم في تقبل الأفكار الجديدة ضمن المنظومة الثقافية والعلمية للمسلمين.
إن سعينا لفهم أفضل للعلاقة بين الإسلام والعلوم يتطلب فهماً عميقاً لطبيعة كل منهما ولغته الخاصة بها. فالقرآن ليس موسوعة علمية ولا ينوي تقديم معلومات مفصلة حول جميع جوانب الكون ومفاهيمه الرياضية والأدوات التجريبية المستخدمة حالياً لإثبات الفرضيات المختلفة. بل إنه نص روحي هدفه توجيه المؤمن نحو طريق الهداية الروحية والخير الأخلاقي. وفي نفس الوقت فإن أبواب العلم مفتوحة دائما لمن يريد توسيع مداركه وتعميق فهمه للحقيقة غير المحدودة الموجودة بكل مكان حولنا.