- صاحب المنشور: ميادة بن يوسف
ملخص النقاش:
تشكل العلاقة بين الدين والإنسان موضوعًا حيويًا ومستمرًا للنقاش في المجتمعات الإسلامية المعاصرة. يبرز هذا النقاش تحديدًا عند دراسة دور الإسلام في تشجيع التعليم العلمي والمشاركة في البحث العلمي الحديث. يمكن تصور هذه العلاقة بأنها تكاملية وتوافقة أكثر منها تصادمية أو تنافسية. يشجع الإسلام على التحقيق الفكري والاستكشاف المعرفي كجزء أصيل من روح الإنسان المسلم. فالإسلام يدعو إلى طلب العلم بصورة عامة ويؤكد على أهميته في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. يقول الله تعالى في سورة الأعلى: "اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ. الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ"، ويحث النبي محمد صلى الله عليه وسلم المسلمين على التعلم قائلاً: "طلب العلم فريضة على كل مسلم".
من منظور تاريخي، قدمت الحضارة الإسلامية مساهمات هامة وتعززت خلال فترة ازدهارها الذهبي التي امتدت تقريبًا من القرن الثامن حتى الرابع عشر ميلادي. كانت تلك الفترة حافلة بالتقدم العلمي والثقافي حيث برز علماء مثل الخوارزمي وابن الهيثم والفارابي وغيرهم الذين تركوا أثراً عميقاً في مجالات الرياضيات وعلم الفلك وعلم الأحياء والعلاج وغير ذلك الكثير مما نعتبره اليوم علوم حديثة. فقد اعتمد هؤلاء العلماء على منهج بحث علمي دقيق وأساسي يستند أساسا إلى مبدأ الجدل والتحقق والمعرفة التجريبية الذي يُعد أحد دعائم النهضة الأوروبية فيما بعد.
بالإضافة إلى ذلك، يرى العديد من المفكرين الإسلاميين أن تعزيز المعرفة العلمية يتماشى مع قيم الأخلاق والدعم الإنساني التي يحملها الإسلام. إن فهم العالم الطبيعي ليس منافيا للأخلاق بل هو جزء جوهري منها حسب نظرتهم. فضلا عن كون الإبداع العلمي مدعاة لإظهار قدرة الله تعالى وقدرته بدلا من إبعاد الناس عنه كما قد يظنه آخرون مغاليا. لذلك فإن الثقافة العلمية ليست مجرد مجال أكاديمي جامد ولكنه أيضًا فرصة للتواصل الروحي والتذكير بعظمة الخالق عز وجل وكذلك استخدامه لتطوير الحياة البشرية وتحسينها وفقا لتعاليم ديننا الحنيف.
وفي عصر المعلومات الحالي واقتصاد المعرفة المتنامي، أصبح الحصول على تعليم علمي متطور أمر ضروري ليس فقط للعيش بكرامة وإنما أيضا للمساهمة فعليا وبناء مجتمع مستدام ومتطور يعطي الأولوية للإبداع والمبادرة والابتكار ضمن ضوابط شرعية تضفي الطابع الأخلاقي والقيمي على جهود بناء المستقبل الأفضل لأجيالنا القادمة داخل المجتمع الدولي وفي مختلف المجالات سواء التقنية والصناعات الدوائية الجديدة والأبحاث البيئية وما شابه أم غيرها من القطاعات الأخرى المرتبطة بها جميعها ارتباط مباشر وغير مباشر .
ختامًا فالخطاب حول العلاقة بين الإسلام والتعليم العلمي ليس خطاب انغلاق وانفصال بل هو دعوة دائمة لفهم أوسع وإشراك أكبر لهذا الميدان الحيوي المهم والذي يعد ركن اساس واساس لبناء حضارتنا المستقبيلة بما يخدم مصالح أبنائنا وينفع أمتنا جمعاء وينمي الابداع لدي جوانب مختلفة لدى شباب وشبات وطننا العزيز الغالي الوطن العربي الكبير بأكمله....