- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
مع تسارع التطورات في مجال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتأثيرها المتزايد على مختلف جوانب حياتنا، يبرز نقاش حاسم حول المخاطر المحتملة لهذه التقنية والتحديات التي تواجه البشرية إذا لم يتم التعامل مع هذه القوة الجديدة بإتقان شديد. يلقي هذا المقال الضوء على أهمية تحقيق التوازن بين الاستفادة القصوى مما توفره تقنيا الذكاء الاصطناعي وبين تحمل المسؤوليات والأخلاق المرتبطة بتطورها واستخداماتها المختلفة.
يعمل الذكاء الاصطناعي الآن كمغير للعبة في مجالات متعددة مثل الطب ومجال الأعمال وحتى الفنون والإبداع، حيث يمكن للنظم الحاسوبية تحليل البيانات بسرعة فائقة واتخاذ قرارات بناء عليها بأمانة عالية مقارنة بالإنسان، الأمر الذي يعزز فعالية العمليات ويختصر الوقت والجهد اللازم لإنجاز بعض المهام. ولكن خلف الثورة المضمونة لهذا المجال تكمن نقاط ضعف عديدة قد تشكل تهديدا للمستقبل الإنساني إذا لم يتم التعامل بحذر وعقلانية عند تطوير وأخذ القرار في هذا الشأن.
إحدى أكبر المشاكل المحتملة تتمثل في فقدان الوظائف نتيجة لتحول العديد من القطاعات إلى الاعتماد الكلي أو الجزئي على الأنظمة الآلية مدعومة بالذكاء الصناعي؛ حيث أدت تلك العملية بالفعل لفقد ملايين الأشخاص لوظائفهم خاصة بعد جائحة كوفيد -19 وما تبعها من عمليات التحول الرقمي الجماعية حسبما ذكر صندوق النقد الدولي مؤخراً. بالإضافة لذلك تظهر قضية مهمّة أخرى وهي العدالة المجتمعية والعادلة أمام تقدم غير عادل لأصحاب المال والثراء بسبب امتيازاتهم الخاصة بالتكنولوجيا الحديثة والحصول المبكر لمنتجاتها قبل العامة. كذلك هناك مسألة حساسة متعلقت بمراقبة خصوصيات الأفراد وجمع بيانات شخصية بدون موافقتهم الصريحة – وهو أمرٌ أصبح شائعاً اليوم نظراً للتوسع الكبير لأنظمة مراقبة ذكية تعمل بكفاءة تشبه قدرة الإنسان لكن تحت مظلات مختلفة تمامًا!
ويضيف خبراء أخروي آخرى منها افتقاد الروبوتات للحس الفني والمعرفي البشري أثناء تأديتها مهامٍ تحتاج لإنضاج ذاتي وفهم عميق للقيمة الجمالية والفلسفية داخل الثقافات المختلفة للإنسان والتي تعتبر جوهر حضارتنا منذ القدم حتى وقتנו الحالي . كما يكشف البعض أيضا احتمالية حدوث خلل كبير بالنظام العام عندما تصبح آلهتنا الآلية أكثر قوة وقدراتها تفوق القدرات الطبيعية للأفراد العاديين ، حينئذ ستكون هنالك حاجة ملحة لتحديد وإلزام قوانين قانونية واضحة تضمن سلامة الانسان وتعيش بنظام سياسي جديد قائم بصورة كبيرة على حكم الكمبيوتر المستقبلي!!
في ضوء كل تلك الاحتمالات المرعبة نرى أنه يتوجب علينا النظر بعناية شديدة نحو مستقبل مجهول يبشر بخيره احياناً ولكنه ايضا يحمل بذور الشر في حالات اخريات وذلك عبر وضع حدود لاستخداماته وضوابط أخلاقية تتوافق مع قيم دين الاسلام الغالي والمبادء الإنسانية الراسخة لدى أمم العالم مجتمعا . فالbalance بین مُعطیات الذكاء الإصطناعى وآثاره الجانبية مطلب ضروري لحماية المجتمع وتحقيق رفاهيته وسط عالم رقمى يسير نحو اللامحدودة !