يعد فهم عملية نمو الجسم البشري وخاصة مرحلة بلوغه وتوقف الطول عن الزيادة أمرًا مثيرًا للاهتمام للعديد من الأشخاص حول العالم. يبدأ هذا النمو منذ اللحظة الأولى للحياة داخل الرحم ويستمر حتى الوصول إلى سن الرشد. ولكن عندما ينتهي طول الشخص من الارتفاع؟ هذه هي القصة التي سنتعرف عليها معاً.
تعتمد سرعة وكفاءة عملية النمو بشكل أساسي على عوامل عدة منها الوراثة والتغذية الصحية والنوم الجيد والممارسة الرياضية المنتظمة. تبدأ الأعضاء الداخلية مثل القلب والكليتين بالنمو قبل تشكل الهيكل العظمي الخارجي للإنسان. ومع ذلك، فإن معظم الطول يتم اكتسابه خلال فترة المراهقة خلال سنوات ما بين العاشرة والخامسة عشرة تقريبًا.
الأعوام الأخيرة للمراهقة غالبًا ما تكون الأكثر حيوية بالنسبة لزيادة الطول لدى البشر بسبب إنتاج هرمونات النمو الرئيسية المرتبطة بنشاط الغدة الدرقية والدماغ. يقوم هرمون النمو بإطلاق مواد كيميائية تسمى عامل النمو الشبيه بالأنسولين -1 (IGF-1) والتي تعزز تكاثر وانتشار الخلايا المسؤولة عن elongationالعظام . وبالتالي، يساعد كلٍّ من هذَينِ الهرمونِ وَالْمادَّةُ الكيميائيَّةُ في زيادة طول عظام اليد والساق والأجزاء الأخرى من الجسم.
بعد مرحلة المراهقة بحوالي سنة واحدة، قد يُلاحظ البعض انخفاض طفيف في معدلات النمو للأطوال. وذلك لأن جسم الإنسان بدأ الانتقال نحو الحالة البدنية النهائية له. تستمر بعض العظام في النمو قليلاً بعدها ولكنه ليس بطريقة ملحوظة كما حدث سابقًا أثناء مراحل المراهقة المبكرة والوسطى. يمكن اعتبار نهاية تلك الفترة علامة واضحة لتوقيت استقرار طول الفرد بصورة كبيرة وملموسة.
في حين أنه يمكن حساب متوسط عمر توقيف النمو بناءً على التجارب العالمية المتاحة حاليًا، إلا إن الأمر يتنوع ويتغير باختلاف الأفراد والعوامل البيولوجية الخاصة بهم. لذلك، فإنه من المستحسن دائمًا طلب مشورة طبيب متخصص إذا كانت هناك مخاوف بشأن قصور غير متوقع في معدل النمو الطبيعي للجسم. وفي جميع الحالات، فإن الصحة العامة واتباع نظام غذائي متنوع وعالي القيمة الغذائية يشجعان أيضًا على تحقيق أعلى مستويات النمو والصحة عند الأطفال والشباب. وأخيرًا، يستطيع المرء تقدير رحلة نضجه الجسدية ضمن السياق العام لحياة إنسانية مفعمة بالحيوية والنشاط!