التشهد هو ركن أساسي من أركان الصلاة، ويجب أن يتم بشكل صحيح لكي تكون الصلاة صحيحة. فإن التشهد يتكون من عدة أجزاء، ويختلف الفقهاء في التفاصيل الدقيقة. سنقدم هنا شرحًا شاملاً لكيفية أداء التشهد الصحيح في الصلاة.
أولاً، يجب أن يبدأ التشهد بالتحية لله، ثم السلام على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ثم السلام على المسلمين الصالحين. هذا هو أقل ما يجزئ من التشهد، كما ذكر ابن قدامة في "المغني". ومع ذلك، فإن الأفضل والأكمل هو إضافة "عبده ورسوله" بعد "محمد"، كما ورد في رواية النووي في "شرح المهذب".
ثانيًا، هناك اختلاف بين الفقهاء في كيفية الجلوس للتشهد. بعضهم يرى أن الجلوس على اليسار مع ثني اليمين هو الأفضل، بينما يرى آخرون أن الجلوس على اليمين مع ثني اليسار هو الأفضل. ومع ذلك، فإن الكيفية المشروعة للجلوس في التشهد سنة وليست بواجبة، وبالتالي يجزئ الجلوس بأي كيفية كانت.
ثالثًا، يجب أن يتم التشهد مرة واحدة فقط، ولا حاجة إلى تكرار لفظ "أشهد" أكثر من مرة. كما ذكر ابن قدامة في "المغني"، فإن قول "أن محمدا عبده ورسوله" دون ذكر "أشهد" يجزئ أيضًا.
رابعًا، بعد التشهد، يمكن للمصلي أن يصلي على النبي محمد صلى الله عليه وسلم وفق الصيغة الإبراهيمية، وهي أفضل الصيغ. ثم يمكن للمصلي أن يدعو بما شاء من خيري الدنيا والآخرة.
خامسًا، من أفضل الأدعية التي يمكن للمصلي أن يدعو بها بعد التشهد الأخير وقبل السلام هو الدعاء المذكور في حديث أبي هريرة: "إذا فرغ أحدكم من التشهد الآخر فليتعوذ بالله من أربع: من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر المسيح الدجال".
في الختام، يجب على المصلي أن يتأكد من أداء التشهد بشكل صحيح لكي تكون صلاته صحيحة. إن اتباع الصيغة الأفضل والأكمل للتشهد، مع مراعاة الكيفية المشروعة للجلوس والالتزام بعدد مرات التشهد، سيساعد المصلي على أداء صلاته بشكل صحيح ومقبول عند الله تعالى.