الاستحاضة، مصطلح يستخدم في الفقه الإسلامي للإشارة إلى حالة طبية معينة لدى النساء خاصة خلال فترة الحيض والتي تتسبب في نزول دم غير طبيعي بعد انتهاء الدورة الشهرية التقليدية. هذا المصطلح يحمل أهميته الكبيرة عند دراسة الأحكام الشرعية المتعلقة بالطهارة والصلاة أثناء هذه الفترة.

في سياق الشريعة الإسلامية، يعتبر الدم الذي ينزل خارج وقت الطمث المعتاد - والذي عادة ما يكون مدته خمس أيام حسب القواعد العامة - هو الاستحاضة. قد يكون سبب هذا النزيف مجموعة متنوعة من العوامل الصحية مثل خلل الهرمونات، الأمراض الغدية، أو حتى بعض الحالات الجراحية.

أحد الأصول الرئيسية التي يتم بناء عليها التعامل مع حالات الاستحاضة هو قوله تعالى في القرآن الكريم: "إن الله يريد ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا" [الأحزاب:33]. هنا، يشير النبي محمد ﷺ إلى أنه عندما يأتي الرجلان أو الرجل والمرأة الثلاثة، فإنهم يعدون بيتا طاهرا. وهذا يعني أنه حتى وإن كانت المرأة تعاني من الاستحاضة، إذا لم يكن هناك اتصال جنسي مباشر مع شخص آخر، يمكن اعتبارها طاهرة.

من الناحية العملية، تقضي أحكام الاستحاضة بأن المرأة تقوم بغسل مكان النزيف وتغطية منطقة الفرج بإزار نظيف قبل الصلاة. ثم تصلي كأنها طاهرة تماما، لكنها تستمر في غسل المنطقة بين كل ركعتين وخلال الوضوء. ومع ذلك، يُشدد على ضرورة عدم الاعتماد بشكل مطلق على تقديرات توقيت الدورة الشهرية الأساسية؛ بدلاً من ذلك، يوصى باستخدام نظام مراقبة متواصل للمعايير الشخصية لتحديد بداية ونهاية فترة الاستحاضة.

بالإضافة لذلك، بالنسبة للنساء اللائي يعانين باستمرار من مشاكل مرتبطة بالاستحاضة، هناك فتاوى تشجعهن على زيارة الطبيب للحصول على العلاج المناسب والتخفيف من حدة المشكلة الصحية. وفي الوقت نفسه، توفر النصائح الروحية والدعم النفسي للأفراد الذين قد يشعرون بالإرهاق بسبب هذه الحالة.

بالتالي، بينما تعتبر ظروف الاستحاضة تحدياً فريدا لكل امرأة تواجهها، فهي أيضاً فرصة لإظهار قوة الإيمان والاستمرارية في العبادات رغم العقبات الصحية.